بسم الله الرحمن الرحيم
قبل البدء في القراءة يرجى تحميل نسخة من هذا الكتاب حول الحكم الشرعي لفضيلة الشيخ الدكتور محمد يوسف الأزهري
والآن مع رسالتي أنا العبد الفقير مصطفى الشرقاوي: مع كثرة اللغط والافتراء والكذب والتأويل والتلفيق الحالي وجدت من واجبي كتابة هذه الكلمات التي أوضح فيها موقفي الحقيقي دون أكاذيب الخصوم ولا فهم بعض ضعاف العقول وأقول مستعينًا بالله:
السفر إلى بلاد الغرب ربما يكون ضرورة لبعض الأشخاص وهذا الأمر تكلم فيه العلماء بالتفصيل ولا ينكره أحد ولا يحرمه إلا بشروط محددة، وقناتي أصلاً لا تتحدث عن هذه الفئة وندعو لهم بالفرج إن كانت هجرتهم صادقة وليست من أجل الدنيا، فكل إنسان أدرى بحاله وإن استطاع خديعة الناس فلن يخدع الله وإنما الأعمال بالنيات!
لكن في نفس الوقت يجب بيان حرمة السفر إلى بلاد الغرب على كثير من الناس ولا يجب التساهل في هذا الأمر الخطير وترك المسألة لعموم المسلمين دون ضوابط واضحة وهذا ما أتحدث عنه وأركز عليه حتى لا يفهم بعض الإخوة أني أعمم أو أستهدف الجميع دون مراعاة لأحوالهم لأني لاحظت أن معظم الهجوم على شخصي سببه عدم الاطلاع الكامل على ما أقوله وأكرره في القناة ويجب أن يعلم القارئ الكريم لا سيما الذين يعيشون في الغرب أن من يحذرك من البقاء في الغرب لا يكرهك وربما يكون سببًا في نجاتك، كما أن من يرغبك فيه ربما لا يحبك وقد يكون سبب هلاكك!
الذي جعلني أهتم بهذا الملف حجم المعرفة التي حصلت عليها والأخبار التي تحققت منها بنفسي وعرضتها عليكم وشهادات آلاف الأهالي والشباب الذين عاشوا لسنوات طويلة وبناء على ذلك تغيرت نظرتي بالكلية لهذه البلاد بل جعلت أقول في نفسي: كيف تجاهل كثير من أصحاب القنوات والعلماء والدعاة هذا الموضوع الخطير ولم يركزوا عليه رغم الكوارث التي تحدث هناك؟! وكلامي لا ينفي تنبيه بعض العلماء والدعاة وأصحاب القنوات عن هذه المشكلة ولكن ما قصدته أن حجم الكارثة تستحق أكثر من ذلك بكثير لأن الآلة الإعلامية المضادة تروج للغرب بشكل كبير عبر مئات القنوات على يوتيوب وحتى إعلامنا العربي يعظم الغرب ويضخمه!
تجاهل هذه القضية أدى إلى إهمال حكم الهجرة إلى بلاد الغرب والتفصيلات التي ذكرها العلماء وحتى أعوام قليلة مضت لم يكن أحد يسأل عن الحكم الشرعي باعتباره مباح مطلق ولا يحتاج إلى نقاش!! هذا كان الواقع للأسف!
لذلك وبسبب عدم الاهتمام والصمت وضعف المواد التي توثق أوضاع المسلمين في الغرب وقعت فوضى السفر إلى الغرب بجهل لمن يجوز له ذلك ومن لا يجوز له بل يحرم عليه، وقد يظن البعض أن هذه الفوضى جديدة بل هي قديمة جدًا منذ الثمانينات والتسعينات ولكن تفاقم الأمر وتطور بعد الحرب في سوريا والعراق واليمن وأما قبل ذلك في الستينات والسبعينات كان معظم الرجال يسافرون إلى الغرب من الجزائر والمغرب وغيرها من الدول لتحصيل الرزق دون اصطحاب العائلة والعودة إلى بلادهم متى جمعوا بعض المال!
ولكن بسبب المغريات بدأ البعض يصطحبون الأسرة اعتمادًا على عهود الغرب بالحرية الدينية وحرية تربية أطفالهم التي تغيرت وأصبحت مستحيلة مؤخرًاق بعد كثرة الذرية في دول الغرب وارتفاع أعداد المسلمين!
المؤسف أيضًا أصبحنا نرى أسماك البحر تأكل أجساد شبابنا بأعداد كبيرة لم تتكرر من قبل وهؤلاء الشباب أكثرهم خرجوا من بلاد لا علاقة لها بالحرب ومشاكلهم اقتصادية فقط لدرجة أن تونس تبحث عن مقابر جديدة لدفن الموتى الذين لفظهم البحر بعد نفاد المقابر المخصصة لهذه الحالات!!
رأينا في السنوات الماضية مؤسسات خبيثة تتربص بالعائلات لتختطف أبناء المسلمين وكانت الأعداد بالآلاف وللأسف سكت الناس ولم يخبرونا بذلك وتركوا عامة الناس يعتقدون أن الغرب جنة وتجاهلوا السلبيات وأظهروا الإيجابيات -إلا من رحم ربي- وصارت فتنة وصنم الغرب التي أفسدت دين بعض المسلمين ووصل الأمر أن توقفت حياة بعض الناس من أجل السفر إلى الغرب وأصبحوا يعيشون في بلادهم في هم وغم وحزن وحسرة على عدم السفر!
لأجل هذا كله توقفت عن كل الملفات والاهتمامات وركزت على هذه القضية وبفضل الله تغيرت هذه المعادلة وانتشر الوعي خلال السنوات القليلة الماضية ليس بسببي أنا طبعًا بل لعوامل كثيرة منها ما ظهر من الغرب من تصرفات وقوانين تضيق على المسلمين -وحتى غير المسلمين- والحرب الشرسة على الفطرة، وكذلك بسبب خروج أصوات من داخل الغرب تفضح ما يحدث هناك إضافة إلى مجهودات بعض القنوات العربية في إظهار الحقيقة وأفتخر أني أحد هؤلاء ولكن ذلك لم يكن ليحدث لولا الله ثم مساعدة إخواننا في دول الغرب الذين كانوا يبحثون عن نافذة لبث الأفكار والقصص والتجارب.
بسبب هذه الحملة المباركة وقع الرضا في صدور كثير من المسلمين في بلادهم وهاجر الآلاف من دول الغرب إلى بلادهم الأصلية أو إلى بلاد أخرى إذا كانوا من بلاد الحرب بل رأينا بعضهم يسافرون إلى اليمن وسوريا والعراق رغم خطورة الأوضاع هناك!
كذلك أيضًا لم تعد بلاد الغرب جنة كما كانت في مخيلة ملايين المسلمين وغير المسلمين حول العالم وصار كثير ممن يعيشون هناك يتحدثون بدون تفاخر حول اضطرارهم للعيش هناك ويبحثون عن مسوغ للبقاء!
في الختام وحتى تكتمل الصورة لا أنسى هنا التذكير ببعض (وليس كل) أسباب هذه الهجرة والتي كانت سببًا في موت آلاف الشباب وضياع الأسر والأطفال في الغرب:
أولاً- يتحمل الحكام الخونة الوزر الأكبر بسبب حربهم على الدين وتضييقهم على المسلمين في دنياهم وإغلاقهم للحدود في وجه إخواننا المنكوبين!
ثانيًا- تتحمل الأسر والعائلات التي كانت تعيش في بلادها ولا تعاني من مشكلات أمنية وهاجرت (زعمًا) لتحسين أوضاعها الاقتصادية دون مراعاة ما سيواجهه أطفالهم هناك وبعد سنوات اكتشفوا الحقيقة لكن بعد فوات الأوان وضياع أبنائهم! وهنا نتحدث عن الأسر والشباب الذين جمعوا آلاف الدولارات من أجل الوصول إلى جنة الدجال فهم أيضًا شركاء في الجريمة وظلموا أنفسهم بفعلهم هذا وكم من أسرة ندمت على ذلك بعد وصولها وكم من أطفال ونساء ورجال ابتلعهم البحر وأصبحوا طعاما للأسماك بسبب السعي وراء الدنيا!
ثالثًا: أحد أسباب هذه الفتنة عدم تركيز الدعاة والعلماء في عصرنا على بيان حكم السفر إلى ديار الكفر لعامة المسلمين وتركوا الأمر للعامة لدرجة أني رأيت أحدهم في ألمانيا يرد على فتاوى تحريم السفر إلى الغرب وهو لا يحسن قراءة آية ووقع في موالاة الكفار عندما فضلهم على المسلمين وكل ذلك بسبب إقامة أو جنسية أو راتب حصل عليه فتعسًا له ولأمثاله!
وهذا الشخص أكبر دليل على تحريم السفر إلى دول الغرب له ولأمثاله من السفهاء، فإن ما قاله يتردد كثيرًا على مواقع التواصل من عامة الناس الذين سافروا أوروبا وحصلوا على إقامات وجنسيات وأصبح شغلهم الشاغل الدفاع عن الكفار وتلميع صورتهم وفي المقابل ذم المسلمين وتشويه صورة بلادهم!
وهناك بعض الأسباب الأخرى التي ربما تتغير بحسب كل شخص..
لذلك وللأسباب السابقة وصعوبة إيجاد حلول محددة للجميع واختلاف أوضاع كل جالية فالأسر المغاربية لها وضعها والأسر التي خرجت من بلاد الحرب لها وضعها وأهل مصر لهم وضعهم والذين أسلموا حديثًا في أوروبا لهم وضعهم؛ أرى أن المسؤولية أصبحت فردية وعلى كل أسرة أو شاب أن يبحثوا عن الخلاص بأنفسهم أو يتحملوا مسؤولية قرارهم!
أما تعليق قرار الفرار من الغرب على صلاح أحوال بلادنا وانتظار قيام المدينة الفاضلة وتحسن الأوضاع وتقديم المصلحة الدنيوية على الدين والعرض والذرية فهذا والله هو الخسران المبين لأن ذلك ربما لا يتحقق في القرب العاجل فهل تجلس مكانك وأنت ترى الحرب على الفطرة وضياع الذرية وتنتظر دورك!
نسأل الله أن يفرج عن جميع المسلمين
اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشيدا، تعز فيه وليك وتذل فيه عدوك، ويعمل فيه بطاعتك، وينهى فيه عن معصيتك