وصلني هذا السؤال عبر بوت تليجرام: السلام عليكم, كيف يمكن الرد على سؤال طفله عمرها 10 سنوات تسئل عن “ماذا يفعل الله الان”؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أهلاً بك وبابنتنا الغالية، هذه الزهرة الصغيرة التي بدأت تتفتح مداركها على أعظم سؤال في الوجود.
يا بنيتي الغالية، ويا أيها الوالد المربي، إن سؤال هذه الطفلة ليس مجرد سؤال عابر، بل هو “نداء الفطرة” الباحث عن خالقه، وهو دليل على ذكاء وقاد وقلب حي يريد أن يتصل بالله سبحانه وتعالى. إن دورنا ليس إعطاء إجابة جافة، بل غرس محبة الله وعظمته في هذا القلب الغض.
بناءً على منهج أهل السنة والجماعة، وبأسلوب يجمع بين الهيبة العلمية والرفق التربوي، سأفصل لك الإجابة في محاور تجعل الطفلة -بإذن الله- تشعر بمراقبة الله ومعيته في كل لحظة.
التخليص المجمل (حقيقة الشأن الإلهي)
الله سبحانه وتعالى لا يغفل ولا ينام، وهو في كل لحظة “يخلق، ويرزق، ويحيي، ويميت، ويسمع، ويبصر، ويدبر أمر الكون كله من أصغر ذرة إلى أكبر مجرة”.
هو الآن يسمع سؤالك هذا، وهو الآن يحفظ دقات قلبك، وينزل المطر في مكان ما، ويشفي مريضاً في مكان آخر، ويرفع قوماً ويضع آخرين. الله “حيٌّ قيوم”، والقيوم هو الذي يقوم بشؤون خلقه جميعاً في آن واحد دون تعب أو ملل.
ماذا يفعل الله الآن؟
يا بنيتي، لقد أجابنا الله سبحانه وتعالى عن هذا السؤال في كتابه الكريم بجملة واحدة عظيمة تهز الأكوان، قال تعالى: ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ [الرحمن: 29].
فما معنى “هو في شأن”؟ وما الذي يفعله الله في هذه اللحظة التي نتحدث فيها؟
تدبير الكون العظيم (العمليات الكونية المستمرة)
في هذه اللحظة بالذات، الله سبحانه وتعالى يدير عمليات لا نستطيع نحن البشر إحصاءها:
حركة الأفلاك: الله الآن يمسك السماوات والأرض أن تزولا، هو الذي يجعل الأرض تدور حول نفسها لنحصل على الليل والنهار، ويوجه الشمس لتشرق، ويمسك النجوم في أماكنها حتى لا تصطدم ببعضها.
الرياح والسحاب: هو الآن يسوق السحاب إلى أرض ميتة لينبت الزرع، ويوزع الأرزاق على الأشجار والغابات في أعماق القارات التي لا يطؤها إنسان.
البحار والمحيطات: الله الآن يحفظ توازن البحار، ويرزق الحيتان الضخمة في أعماق المحيطات المظلمة، ويرزق الأسماك الصغيرة المختبئة بين المرجان.
تخيلي يا بنيتي أن الله الآن، وفي هذه الثانية:
يسمع الأصوات كلها: يسمع دعاء الملايين في وقت واحد، وبكل اللغات، ولا يختلط عليه صوت بصوت. يسمع تسبيح الملائكة، ويسمع حتى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.
يغفر ويقبل التوبة: هو الآن يغفر ذنباً لعبد استغفر، ويقبل توبة من رجع إليه، ويفرح بتوبة عبده أكثر من فرحة التائه الذي وجد راحلته في الصحراء.
يجيب الدعوات: هناك الآن طفل يدعو الله أن ينجح، وأم تدعو الله أن يشفي ولدها، ومظلوم يدعو الله أن ينصره.. الله الآن يستجيب لكل هؤلاء في وقت واحد.
العطاء والمنع: هو الآن يعطي من يسأله، ويمنع عمن يشاء لحكمة هو يعلمها، يرفع هذا العبد في الدنيا أو الآخرة، ويخفض من تكبر وتجبر.
يا حبيبتي، انظري إلى نفسك الآن؛ الله ماذا يفعل لكِ في هذه اللحظة؟
هو الذي يجعل قلبك ينبض دون أن تطلبي منه ذلك.
هو الذي يجعل رئتيكِ تتنفسان الأكسجين وأنتِ تتحدثين أو تلعبين.
هو الذي يدبر حركة الدم في عروقك، وعمل عقلك لتفكري وتفهمي. لو غفل الله عنكِ أو عن العالم لحظة واحدة -سبحانه لا يغفل- لتوقف كل شيء في جسدك وفي العالم كله. فالله الآن “يحفظك” ويرعاكِ.
ولتقريب الصورة لعقل الطفلة الذكي، يمكننا استخدام هذه الحجج العقلية المبسطة:
1. مثال الساعة العظيمة: لو رأينا ساعة كبيرة جداً ودقيقة جداً، هل يمكن أن تستمر في العمل للأبد دون أن يهتم بها صانعها أو يضبطها؟ فكيف بهذا الكون الذي هو أعظم وأعقد بملايين المرات؟
إن استمرار الشمس في الشروق، والقمر في الظهور، وإمساك السماوات والأرض، هو “فعل الله” المستمر الآن.
2. مثال الملك الرحيم: تصوري ملكاً يحب شعبه جداً، هل ينام ويتركهم دون حماية؟ الله هو الملك الحق، وهو الآن يحمينا من الأخطار التي لا نراها، ويمنع عنا الشرور، ويدبر لنا الخير في المستقبل وأحن لا نشعر.
3. نفي التعب (عظمة القوة الإلهية): قد تسأل الطفلة: “ألا يتعب الله من كل هذا العمل؟”. هنا نرسخ عقيدة التنزيه: يا بنيتي، التعب صفة الضعفاء مثلنا نحن البشر. أما الله سبحانه وتعالى فإنه ﴿لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾، وقال عن نفسه: ﴿وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾ أي ما مسنا من تعب. الله يفعل كل هذا بكلمة واحدة: (كُن فيكون). أمره بين الكاف والنون، فلا يحتاج إلى أدوات، ولا إلى مساعدين، ولا يأخذه إعياء.
الأثر الإيماني والتربوي للإجابة
هدفنا من هذه الإجابة هو نقل الطفلة من “السؤال المعرفي” إلى “الحال الإيماني”:
الشعور بالمعية: عندما تعرف الطفلة أن الله الآن “يسمعها ويرعاها”، ستشعر بالأمان والسكينة. لن تخاف من الظلام، ولن تشعر بالوحدة، لأن “المدبر” معها في كل شأنها.
تعظيم الله: عندما تدرك أن الله يدير شؤون النملة والمجرة في وقت واحد، سيمتلئ قلبها بالهيبة والتعظيم لخالقها.
الحياء من الله: عندما تعلم أن الله الآن “يبصرها”، سيولد ذلك عندها رقابة ذاتية جميلة، فتحب أن يراها الله على خير، وتستحي أن يراها على سوء.
حب الله: الله الآن يرزقنا الطعام، والشراب، والأهل، والهواء.. كل هذه أفعال الله الآن “هدايا” لنا، مما يزيد من محبته في قلبها.
كيف تشرح لها بأسلوب قصصي؟
يمكنكِ أن تقول لها: “تخيلي يا زهرتي الغالية، لو أننا في غرفة فيها شاشات كثيرة جدًا تظهر فيها أحداث العالم أمام أعيننا عبر الكاميرات بدقة عالية:
شاشة فيها عصفور صغير في غابة بعيدة كسر جناحه، الله الآن يرسل له من يحميه ويجبر كسره.
شاشة فيها بذرة تحت الأرض في ظلام دامس، الله الآن يشق لها الأرض لتخرج نباتاً أخضر جميلاً.
شاشة فيها سمكة في قاع المحيط، الله الآن يسوق لها طعامها أمام فمها.
شاشة فيها (اسم الطفلة) وهي تسأل عن ربها، الله الآن ينظر لقلبها.
هذا غيض من فيض مما يفعله الله الآن ولا نستطيع مهما فعلنا أن نحصيه أو نحيط به ولو وضعنا كاميرات في كل شبر من الأرض، فسبحانه من إله عظيم رحيم”.
الاستشهاد بأقوال العلماء
لقد سئل بعض السلف عن هذه الآية: “ما شأنه؟” فقالوا: “من شأنه أن يغفر ذنباً، ويفرج كرباً، ويرفع قوماً، ويضع آخرين”. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “إن الله خلق لوحاً محفوظاً من درة بيضاء.. ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة، يخلق في كل نظرة، ويرزق، ويحيي، ويميت، ويعز، ويذل، ويفعل ما يشاء”.
هذه المعاني هي التي يجب أن نغرسها؛ أن الله فاعل مختار، مريد، قيوم، لا ينقطع تدبيره لحظة واحدة.
سابعاً: الخلاصة
يا بنيتي، الله الآن يدبر هذا الكون وجميع الخلق، لا يشغله شأن عن شأن، ولا تغلطه المسائل، ولا يبرمه إلحاح الملحين. هو الآن يكتب الأقدار، ويمحو السيئات، ويرفع الدرجات. الله الآن “معكِ” بسمعه وبصره ورحمته، فكوني معه بقلبك ولسانك وشكرك.
أيتها الأم الفاضلة وأيها الأب الفاضل، وأيتها الطفلة المباركة، إن سؤالك هذا هو بداية طريق المعرفة بالله. اعلمي يا بنيتي أن أجمل ما يفعله الله الآن هو أنه فتح قلبك لذكره والسؤال عنه، فهذه علامة حب منه لكِ. فاستمتعي بجمال خلقه، وثقي بتدبيره، واعلمي أن كل حركة وسكون في هذا العالم هي من فعل الله الرحيم الحكيم.
“ما أعظم الله! وما أرحمه بنا! يحيط بنا برعايته ونحن غافلون، ويدبر أمورنا ونحن نائمون، فالحمد لله الذي هو كل يوم في شأن، وشأنه كله خير ورحمة لأوليائه”.
نصائح مهمة وبعض الأدلة التفصيلية لما ذكر في الجواب
أنصحكم بقراءة بعض الآيات والأحاديث وشرحها للطفلة حتى لا تكون المعلومات هكذا بدون أدلة وسأضع لكم بعضها هنا ويمكنكم البحث واستكشاف المزيد لأن العلم لا يرسخ في القلب إلا إذا قام على أعمدة من كلام الله وكلام رسوله ﷺ.
إليكِ الأدلة التفصيلية من الوحيين على كل ما ذكرناه عن عظمة الله وما يفعله الآن في ملكوته، ليزداد يقينكِ وتطمئن نفسكِ:
أولاً: الأدلة على أن الله لا يغفل ولا ينام ويقوم بشؤون خلقه
من القرآن الكريم: قال الله تعالى في أعظم آية في كتابه (آية الكرسي): ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾ [البقرة: 255].
وجه الدلالة: “القيوم” هو الذي يقوم بنفسه ويقيم غيره، فلا قيام لأي كائن إلا بأمر الله. و”السنة” هي النعاس، فنفى الله عن نفسه حتى النعاس الخفيف فضلاً عن النوم، ليبين لنا أنه يحرسنا ويدبر أمرنا في كل لحظة بلا انقطاع.
من السنة النبوية: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله ﷺ بخمس كلمات فقال: «إن الله عز وجل لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل» [رواه مسلم].
وجه الدلالة: الحديث يقرر أن النوم ممتنع في حق الله، وأنه سبحانه هو الذي يدبر الأرزاق والأعمال في كل وقت.
ثانياً: الدليل على قوله (كل يوم هو في شأن)
من القرآن الكريم: قال تعالى: ﴿يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ [الرحمن: 29].
من السنة النبوية (تفسير الشأن): سُئل النبي ﷺ عن هذه الآية: ما هذا الشأن؟ فقال ﷺ: «من شأنه أن يغفر ذنباً، ويفرج كرباً، ويرفع قوماً، ويضع آخرين» [رواه ابن ماجه وصححه الألباني].
وجه الدلالة: هذا هو “جدول أعمال” التدبير الإلهي في كل لحظة؛ الله الآن يغفر للمستغفرين، وينصر المظلومين، ويغير أحوال الناس من حال إلى حال.
ثالثاً: الأدلة على تدبير الكون (الأفلاك، الرياح، البحار)
إمساك السماوات والأرض: قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ﴾ [فاطر: 41].
وجه الدلالة: الله الآن هو القوة التي تمنع الكواكب من الاصطدام، وتمنع الأرض من الخروج عن مسارها.
حركة الشمس والقمر: قال تعالى: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ﴾ [يس: 38-39].
سوق الرياح والمطر: قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ [فاطر: 9].
رابعاً: الأدلة على إجابة الدعاء وسماع كل الأصوات
سماع السر والنجوى: قال تعالى: ﴿سَوَاءٌ مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ﴾ [الرعد: 10].
قصة المجادلة: السيدة عائشة رضي الله عنها كانت في طرف البيت ولم تسمع كلام خولة وهي تشتكي للنبي ﷺ، فأنزل الله: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا﴾. فقالت عائشة: “الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات”.
إجابة الدعاء: قال تعالى: ﴿وَإِذَا سأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186].
خامساً: الأدلة على التدبير داخل الإنسان (القلب والتنفس)
الآيات النفسية: قال تعالى: ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [الذاريات: 21].
وجه الدلالة: الله يطلب منا أن نتأمل في أعماقنا لنرى تدبيره الذي يفعله فينا الآن دون تدخل منا.
إحاطة الله بكل شيء: قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق: 16].
سادساً: الأدلة على نفي التعب والإعياء
نفي اللغوب (التعب): قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾ [ق: 38].
وجه الدلالة: رداً على من قال إن الله استراح، بين الله أن تدبيره العظيم لا يتبعه تعب.
كلمة (كن): قال تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [يس: 82].
سابعاً: الأدلة على رزق الحيوانات في كل مكان
رزق الدواب: قال تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا﴾ [هود: 6].
وجه الدلالة: الله الآن هو الذي يطعم النملة في جحرها، والحوت في أعماق البحار، والطيور في السماء.
تذكري دائماً هذه الآية لتكون شعاركِ في الحياة: ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [فاطر: 2].
“فسبحان من لا يشغله شأن عن شأن، وسبحان من وسع سمعه الأصوات، وعمّ كرمه الأرض والسماوات.
إن الله الآن يراكِ، ويسمعكِ، ويحب طهر قلبكِ، فكوني دائماً بخير لأنكِ في حفظ الله”.

