وأنا أنظر إلى الصليب المرسوم على جبهة وزير الخارجية الأمريكي، تذكرت الدجال وأحداث آخر الزمان، وما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
فقد أخبرنا أن الدجال مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن، وإن كان لا يعرف القراءة والكتابة، ومع ذلك يتبعه خلق كثير من أبناء المسلمين.
فكيف يستغرب أن يحدث هذا، وقد رأينا افتتان بعض المسلمين بالغرب، وما يحدث في واقعنا الحالي؟ فإن الأمر أصبح جليا وغير مستبعد على الإطلاق.
فقد رأينا في زماننا من أبناء المسلمين من يقدسون من يرسمون الصليب على جباههم وأعلامهم، فيطيعونهم طاعة العبيد، ويوالونهم ضد المسلمين، ويذبون عنهم بالأقلام، ويعينونهم على الفتك بالمؤمنين، طمعا في منصب زائل، أو راتب أو وعد كاذب.
وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الدجال معه جنة ونار، فأما جنته، فهي الوعود البراقة، يبذلها لأتباعه، كما يبذل الطعم للفرائس.
وقد قيل لبعض المسلمين اليوم: إن أطعتموهم، نلتم مستقبلا زاهرا، وعزا وسلطانا.
بينما في الحقيقة إن أطاعوهم، فمصيرهم الذل والصغار والضياع في الدنيا والآخرة، كما أن من أطاع الدجال ودخل جنته المزعومة، فقد ألقى بنفسه في النار.
وأما ناره، فهي التهديد والوعيد، وقد قيل لبعض المسلمين اليوم: إن خالفتموهم، فتحوا عليكم أبواب الجحيم، وأحاطت بكم النكبات والمصائب.
بينما في الحقيقة من رفض أمرهم، فقد نال العز والرفعة في الدنيا والآخرة.
فيا غافلا قد ركن إلى أعدائه، ألم تسمع قول نبيك صلى الله عليه وسلم: “من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن، فيتبعه مما يبعث به من الشبهات”.
من اتبع اليوم الدجال الأمريكي، سيتبع الدجال غدا، ومن استجاب لهم اليوم، فليتق الله ويخش على نفسه، أن يكون في زمرة من يسير خلف الدجال غدا.
اللهم إنا نسألك الثبات في زمن الفتن، وأن تجعل قلوبنا معلقة بك لا بعبادك، إنك على كل شيء قدير.