لا ينبغي أن يصدر مثل هذا الكلام عن رجل في قامة شيخ الأزهر، فالكلام في العقائد القطعية لا يجوز فيه التلبيس بمثل هذا الكلام؛ ففي ذلك تغرير بالعوام وإلباس للحق بالباطل؛ فالله سبحانه فضل بعض النبيين على بعض وسيد الأنبياء وخيرهم وخاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم، بل واجب الأنبياء إذا أدركوه أن يؤمنوا به وينصروه.
قال تعالى: ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ).
ودين الإسلام هو الدين المقبول عند الله وحده وما سواه فضلال وباطل، قال تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ).
وما قال الدكتور الطيب منكر عظيم ومآل خطابه شر وبيل، وقى الله المسلمين شر تلك الخطابات الحائرة الجائرة المضلة، وأنا أدعو الشيخ أحمد إلى أن يراجع نفسه وأن يقول كلمة الحق دون لجلجة ولا تمييع؛ وأن يختم حياته بالكلام الطيب والتوبة النصوح، ولعل من تمام توبته أن ينخلع عن ذلك المنصب ويتفرغ للعبادة وأن يزن كلامه قبل أن يوزن، وليعلم أنه موقوف ومسئول، ولن يغني أحد عنه من الله شيئا، وأن المناصب ستزول والله وحده الموعد.
وهذا الكلام منكر عظيم وليس فيه مخرج وما تلاه من كلام لا يفهم المراد ولا هو مما تتضح به المشكلات التي أوردها؛ ولا أدري والله كيف تطيب نفسه بمثل تلك الكلمات ويهنأ خاطره بهذه البواقع؟!
محمد سرور النجار
محمد إلهامي: من الناس من يحفر في الصخر، بل يبذل الدم، ليقول كلمة الحق ويوصلها إلى الناس!
ومن الناس من لا يحتاج إلا إلى أن ينطق بالكلمة الهينة من الحق، ليتلقفها عنه الناس، فيطيرون بها ويمدحونه لأجلها، إلا أنه ينكص عنها ويأبى إلا أن ينطق بالباطل!
ومن هذا الصنف الثاني: شيخ الأزهر أحمد الطيب!
يرضى منه الناس بأدنى أدنى أدنى كلمة حق، لما فيهم من الحمية والغيرة على الأزهر وتاريخه ومقامه، ويرفعونه بالكلمة التي يلتبس فيها الحق بالباطل، ويتأولون له الكلام على أحسن وجوهه.. ثم يصرّ هو إلا أن يصدمهم كل حين بكلام من صريح الباطل!! كأنما سلَّطه الله على نفسه!!
اللهم أرنا للأزهر يوما يعود فيه أزهرا!!
سيف أحمد: لا أعتقد أن شيخ الأزهر وهو أستاذ فلسفة يعجز أن يقول كلاما واضحا قاطعا محكما مكتمل المعنى لا لبس فيه ولا إمكانية للاجتزاء والتأويل ..
ولا أعتقد أنه يعجز بمكانته على رأس مؤسسة كبرى عن أن يواجه كل من يحرف كلامه أو يجتزأه من سياقه ويجبره على تحري الدقة والموضوعية ..
ولكنه يتقصد أن يكون كلامه حمال أوجه يفهمه كل شخص كما يشاء وأن يجعل كلام الله قراطيس يبديها ويخفي كثيرا كي لا يغضب أحدا خصوصا أولياء نعمته من أدعياء الديانة الإبراهيمية ..
ليس هناك مسلم على وجه الأرض ينتقص من قدر الأنبياء السابقين ورسالاتهم بل إن الإيمان بهم جزء لا يتجزء من العقيدة .. فلا مبرر إذا لطرح قضية ليست محل خلاف إلا باعتبارها رجل قشّ يخفي خلفه مسألة وحدة الأديان الإبراهيمية التي يراد الوصول اليها من هذا المدخل الخبيث ..
فإن كنا نؤمن برسالتي موسى وعيسى عليهما السلام ونقر بما جاء فيهما فذلك لا ينسحب على ما يؤمن به يهود ونصارى اليوم من عقائد محرفة وفاسدة بل ومختلقة .. وما أتى الإسلام إلا بعد أن اتسع الفتق على الراقع وضاعت الرسالات والكتب السابقة واستبدل بها ضلالات وأهواء البشر ..
وليس ذلك يخفى على شيخ الأزهر ولكنه آثر طريق السلامة وباع آخرته بدنياه .. فبئسا لها من بيعة.
حسام عبد العزيز: شيخ الأزهر: ويجب التنبه إلى أن المفاضلة بين الرسالات الإلهية أمرها متروك إلى الله سبحانه وتعالى، ولا يجوز لنا نحن المؤمنين بهذه الرسالات أن نفضل أنفسنا ونحكم بأن رسالة أفضل من رسالة أو نبيًّا أفضل من نبيّ لما ورد من الشَّرع الكريم في هذا الشأن. يقول الله تعالى: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ. ويقول: وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ.
هذه المفاضلة (بين الأنبياء) لا تجوز من عامة المؤمنين بأن ينشئوا من عند أنفسهم مفاضلة بين نبيٍ ونبيٍ أو بين رسالة ورسالة. وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك نهيًا صريحًا فقال: لا تخيروني من بين الأنبياء، وقال: لا تخيروني على موسى، وقال: لا تفضلوا بين أنبياء الله، وجاءه رجل من أصحابه فقال: يا محمد يا سيدنا يا ابن سيدنا ويا خيرنا وابن خيرنا، فكان مما قاله صلوات الله وسلامه عليه: ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله سبحانه وتعالى، وهي منزلة النبوة والرسالة.
وهنا وفي هذا المقام، مقام الفصل بين خصوصية الشيء وأفضليته. يُذكِّر العلماء بالقاعدة التي تقول إن الخصوصية لا تقتضي الأفضلية، ويستدلون بها على أن خصيصة العموم في رسالة الإسلام لا تعني تفضيلها على باقي الرسالات.
شيخ الأزهر يقول – في احتفالية المولد النبوي – كلاما لو قاله سلفي لسمعنا قصائد هجاء وقلة أدب من صغار المعممين المطبلين لفضيلته ومن الطحلب الصغير التابع لصغار المعممين، ولكلمونا سنين عن الجفاء وسوء الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم.
تنبيه: كلام شيخ الأزهر يغني إيراده عن تكلف بيان ما به من هذيان.
عمرو عفيفي: نعوذ بالله ونبرأ إليه مما قاله د.أحمد الطيب.
كلام فاسد خال من التوفيق لفظا ومعنى.
نبينا ﷺ خير الأنبياء، ورسالته خير الرسالات، وكتابه خير الكتب السماوية، والمهيمن عليها.
وهو ﷺ خليل الله صاحب المقام المحمود والشفاعة العظمى، شرح الله له صدره ورفع له ذكره ووضع عنه وزره.
وقد أخذ الله الميثاق على الأنبياء أن يؤمنوا به وينصروه إذا أرسل إليهم، على أرجح الأقوال في تفسير قوله تعالى {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ}.
ولو بُعث أي نبيٍّ بعد بعثة خير الأنام ﷺ فلا يسعه إلا اتباع دينه ورسالته.
وعيسى عليه السلام حين ينزل آخر الزمان، سيكون حاكما بشريعته عاملا برسالته ﷺ لا بالتوراة ولا بالإنجيل.
صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.