لا يشك من له علم بالشريعة، وأحوال الفرق: أن بدعة الرفض المحض، أو التجهم المحض، أو نحو ذلك: هي شر من جرائم أصحاب الذنوب، كشرب الخمر، ونحو ذلك. كما لا يشك من له عقل ودين: أن كبائر الإثم، كالزنا، والسرقة، ونحو ذلك: شر من كثير من بدع الأعمال، كالاحتفال بالمولد، أو الذكر الجماعي، ونحو ذلك ، ومن الغاية في الرقاعة ، والنطاعة أيضا : أن يظن الظان أن مثل هذه البدع الصغار، هي شر عند الله، وأعظم في ميزان الشرع، مما ذكرنا من المعاصي والفواحش.
الإسلام سؤال وجواب
قال شيخ الإسلام في الاستقامة: وجنس البدع وإن كان شرًا، لكن الفجور شر من وجه آخر، وذلك أن الفاجر المؤمن لا يجعل الفجور شرًا من الوجه الآخر الذي هو حرام محض، لكن مقرونًا باعتقاده لتحريمه، وتلك حسنة في أصل الاعتقاد، وأما المبتدع: فلا بد أن تشتمل بدعته على حق وباطل، لكن يعتقد أن باطلها حق أيضًا، ففيه من الحسن ما ليس من الفجور، ومن السيئ ما ليس في الفجور، وكذلك بالعكس. اهـ.
وهذا النقل يدل على أن من الخطأ التهوين من شأن المعاصي بدعوى كونها أخف من البدع، بل هي من الفجور، والواجب التحرز من الجميع، وليس من الفقه تجرئة الناس على معصية الله بدعوى أنها أخف من البدع.
إسلام ويب