قديمًا اتُهِم شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية بجفاء النبي عليه السلام؛ لأنه حكم بالشرك على من يستغيث به..
يوصف ابن تيمية بجفاء النبي وهو الذي كتب الصارم المسلول على شاتم الرسول، الكتاب الذي تشعر أن حروفه قذائف وبراكين غضب يصبها على من تجرأ فنال من مقام سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم إن ابن تيمية قد أوذي بسبب كتابه هذا وحبس بعدها، حبس وهو ذابٌّ مدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يأتي البطالون المبتدعون فيرمونه بالجفاء، ومما يضحك أن البحري أحد أعداء الشيخ كان يستدعي السلطة على ابن تيمية بما في كتابه الصارم المسلول وما ذكره فيه من حق النبي عليه السلام، فكان يسرق كلامه ثم يحكم بردته.
وحكموا على ابن القيم بالجفاء لنفس السبب وهو الذي ألف أجمع كتاب في فضل الصلاة على النبي عليه السلام؛ جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام.
ومازال أهل الضلالة يتوارثون هذه التهمة النحِّسة، جيلًا بعد جيل، وقد سمعت مقطعًا لشيخنا سماحة الشيخ ابن باز رضي الله عنه وهو يبكي بكاءًا مريرًا، ويذكر ما معناه: يتهموننا بالجفاء لأننا ندعو الناس إلى سنة النبي ونحذرهم من البدعة، ثم قال مجهشًا: والله إنه لأحب إلينا من آبائنا وأمهاتنا وأنفسنا.. في كلام آخر ذكره الشيخ رحمه الله لا أحفظ نصه.
وأنت إذا نظرت إلى كثير ممن يرمون إخواننا من أهل السنة بهذه التهمة لوجدتهم أبعد الناس عن هدي النبي وسنته يوالون أعداءه ويحاربون أولياءه، ويهدمون سنته، ويسارعون فيما يغضبه.
ما أبشع وأقذر النفوس التي تُلبس أهواءها وبدعها لبوس الديانة.
وسيبقي الله في الناس من يقومون بأمر الله غير محرفين ولا مبدلين، والأيام دول، ونصيحتي لإخواني: اصبروا على ما أقامكم الله فيه من نصرة هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فأنتم أولى الناس به إن اتبعتم هديه حق الاتباع، ونصرتم دينه حق النصرة.
الشيخ أحمد الغريب