لو بنتكلم عن أذكى كائن في العالم أو الكون لازم يكون الرجل الحديث طبعًا من غير كلام! مفيش أي مخلوق في العالم أذكى من الرجل الأبيض المعاصر.
فيه ناس تقول الراجل زي الست في الذكاء، لكن لأ صدقني مافيش زي الرجل الحديث، الغربي تحديدًا.
الراجل أقنع الست أنها تقصّر هدومها وتشيل أكبر قدر ممكن منه، حتى على الشاطئ شديد الحرارة والشمس حيث الملابس الخفيفة ممكن تحمي بشرتك من أذيّة الشمس، لكن لا، أقنعها تلبس بيكيني وبعدين تحط كريم شمس. وقال لها دي اسمها تان. وكمان لو مش عاوزة التان يبقى في حتت وحتت ممكن يعني تخليه متساوي في كل حتة لو عاوزة مش هيضايق الرجل الأبيض. هيكون مبسوط خالص.
حتى في عز البرد، تلبس جاكت فرو صغير مقطوع من الأكتاف على جيبة قصيرة. أقنعها أنها شياكة، حتى لو كتافها ورجليها هتتجمد من البرد. المهم سعادة الرجل الأبيض وعيون الرجل الأبيض.
واحتفظ هو بهدومه عادي، حتى بيروح البحر مابيلبسش حاجة في مقاس الملابس الداخلية ضيقة على الجلد بتضايق من كتر صغرها وبتكشف كل ما هو خاص بالنسبة للإنسان لأشخاص هم عامّين جدًا بالنسبة له.
لأ خلاها بس هي تعمل كدة وبيلبس هو شورتات واسعة عادي تكون مريحة. ولما بيروح حفلات في الأوبرا يلبس بدلة كاملة عادي مش لازم يبيّن أجزاء خاصة ما لإرضاء الآخرين. وفي البرد بيكلفت نفسه بكل كمية الملابس اللي محتاجها عشان يشعر بالدفء عادي.
بيكون قاعد دفيان ومرتاح وعمال يتفرج ومبسوط.
وأقنعها بعدها أن كل ما تحصل مشكلة في العالم ولا فيه دولة رمت صاروخ على دولة أو فيه خناقة طائفية في جزيرة من جزر الكاريبي. تطلع النساء في أحد الميادين العامة تعترض بخلع الملابس.
وقال لها للأسف الدنيا مليانة مجاعة وتحيز وفقر ورأسمالية وعنف بشري مخيف، حرري الحلمات يا بنتي بلاش كلام فارغ.
وبعدين أقنعها أن يعني جواز وجنس مقنن بالحدود والعرف والأخلاق دة كلام غبي وبيخلي الستات مخنوقة في البيوت خاضعة لجوزها.
بطلي كلام فارغ وجربي تعدد العلاقات العابرة والوان نايت ستاند أب كوميدي، هتلاقي مفيش خنقة لأن مفيش بيوت.
من واحد للتاني لشقة للتانية، ولما تكبري يا ستي ابقي ارضي بقليلك وامسكي في أقرب واحد يعرض يتجوزك حتى لو مش حاباه. هو انتي طايلة يعني حد يعمل لك بروبوزال بخاتم ألماظ في مطعم في كاس الشمبانيا؟
أو لو عاوزة ممكن تفضلي وحيدة بانحسار تدريجي في عدد الناس اللي هيبصولك. تعدي العشرينات ثم التلاتينات ثم نص الأربعينات كدة ثم خلاص بقى هتتحولي لعجوز شمطاء هتكمل حياتها وحيدة وبرضو هتفضلي تلبسي البكيني وتحطي ميك آب وتسقعي في التلج زي الكلبوبة.
لكن الرجل هيعيش حياته عادي مبسوط جدا، هو أصلا مش عاوز جواز، موضوع التنقل بين البيوت دة رائع بالنسبة له، وهيقدر يصاحب بنات في العشرين لما يكون في العشرين، وبنات في التلاتين لما يكون في التلاتين، ولما يوصل بقى للخمسين هيسيب ستات الخمسين يتفرجوا على مسلسلات ال Soap opera في البيوت ويصاحب هو بنات في العشرين بفلوسه عادي. شوجر دادي يا بيبي والشعر ال Salt & Pepper لا يُقاوَم.
وبعدين أقنعها أنها بدل ما تقعد في بيت جوزها ويصرف عليها وينزل هو يشقى لوحده، أنها تشقى معاه زيها زيه وتاخد نفس الوظايف الرائعة وتجرب ذات الحياة المليئة بالبهجة في سوق العمل. فتصحى ٧ الصبح وترجع البيت ٦ بالليل خمس أيام في الأسبوع عشان تجيب فلوس تدفع نص الإيجار ونص الأكل معاه وقال لها إيه الجمال دة إيه القوة دي إيه المشاركة المجتمعية دي.
فبالتالي الرجل الأبيض في البيت وفّر نص المصاريف. والرجل الأبيض في الشغل لقى منافسة على الكام مليم اللي بيعرضهم للموظفين فيعرف يقلل في المرتبات أكتر ويغتني أكتر، كل الرجالة مبسوطين والست بتبلبع في حبوب اكتئاب يوم الحد لما الويك إند يخلص وترجع لشغلها في الكول سنتر عشان الناس تزعق في وشها وهي مالهاش ذنب ولما تعيط تضطر تخش الحمام تعيط فيه عشان بعدها تظبط الميك آب. لأن الرجل أقنعها برضو أن لازم ميك آب وعمرها ما هتبقى مقبولة في عيون الخلايق بشكلها الحقيقي.
وبعد ما الراجل خد كل حاجة عاوزها من المرأة اتحول جنسيا وبقى نفسه مرأة عشان يدخل ينافسها في المسابقات الرياضية ومسابقات ملكات الجمال ويكسب كل الجوايز والمراكز الأولى، ويتم تكريم الرجل الأبيض بعد تحوله في النهاية بجائزة أحلى ست وأجدع امرأة.
ثم أقنعها الرجل في النهاية أن كل دة كان فكرتها هي، وكل دة ثورتها هي، وكل دة ضحى ووافق عليه عشانها، وأنها انتصرت، وقال لها يلا احتفلي وهيصي عشان تعرفي أني مش حارمك من حاجة.
شابوه لأذكى كائن على وجه الأرض والله.
مهاب السعيد