تراه يحصل على الدكتوراه من جامعة أمريكية أو أوروبية فيحس نفسه منتسباً للمجتمع الأكاديمي الغربي بفكره وقيمه ومعاييره، وينظر بعين الازدراء لتاريخ أمته.
أيها المفتون! والكلام عن ظاهرة متكررة لا شخص بعينه، أقول لك وقد تخرجتُ من جامعاتهم كما تخرجتَ، وبرعتُ في علومهم كما برعتَ إن لم يكن أكثر:
إن لم تكن ترى العلم الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم خيرا من كل العلوم، والأمم بدونه في جاهلية وظلام مهما أنارت مدنها وكثرت جامعاتها… فلا بك ولا بعلمك!
إن لم تكن توقن بأن ساعة من ساعات بلال أو خباب على رمضاء مكة يعذَّبون فيصبرون نصرةً للدين الحق خيرٌ من أعمار دكاترة لا يؤمنون بالله في مختبراتهم ومن اكتشافاتهم… فلا بك ولا بعلمك!
إن لم تكن سمية أم عمار بن ياسر أعظم في حسك من الشقراوات الغافلات فما علمت ولا فهمت..
غداً يزول كل ما تراه، وتبدل الأرض غير الأرض، وتظهر الحقائق، ويضع الله الموازين القسط…
فلا ينفع مال ولا بنون ولا بنيان ولا علم ولا شهادات… إلا من أتى الله بقلبٍ سليم عامر بالتوحيد مؤمن بالحقائق الكبرى.
(وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (سورة سبأ).
د. إياد قنيبي