كل فيديو تراه للتخسيس وعمل فورمة فهو ضغط عليك وتكليف وثقل ..
كل مقطع ترينه للتزين وكيفية وضع الميكب وربطة الخمار والطرحة وضبط الفستان، فهو أيضا يمثل في وعيك أو حتى لا وعيك ما يجب عليك تعلمه!
وكذلك كل فيديو للطبخ وصنع المأكولات الشهية والطرق الجديدة التي لا نهاية لها، وكل مقاطع المكاتب والمنازل الجميلة وترتيب الأثاث والسفرة والنيش والأسرة، فيديوهات مستحضرات التجميل والشامبوهات والكريمات، والأدوات الكهربائية العجيبة التي لا أول لها من آخر، .. إلخ إلخ.
كيف سيحتمل قلبك هذا الكم العظيم من المدخلات؟!
إنها تعدك بتحقيق السعادة/ الأناقة/ الشياكة/ السرعة/ القوة/ الجمال/ الهدوء .. لكنها صور مرسومة .. متابعتك الحثيثة لها يجعلك تتطلع إليها باستمرار، وتحلم بها أثناء نومك أو يقظتك لا فرق .. تجعلك تريدها .. فهي ستفعل لك كذا الآن .. بلا تأخير .. ولماذا التأخير .. فهي تلح عليك بكثافتها الكمية والكيفية.
نحن في عصر الصورة .. وكل هذه المدخلات تقول لك بالمعنى: يجب عليك تنفيذ ما أقول، أو شراء ما أعرض، أو تجربة ما أصنع؛ فإذا عجزت وأنت عاجز لا محالة عن كل هذا أو أكثره، فتصاب باليأس والإحباط والقنوط والضيق والنفور والاختناق.
أرح قلبك قليلا .. واترك لروحك مجالا للتنفس، ولذاتك وقتا للتفكر والتأمل وممارسة الحياة الطبيعة.
لست بذلك السوء، ونعم الله تغمرك في جميع أمرك وتحيط بك من كل جانب، فقط انظر ما عندك بعين بصيرتك، وأغلق على نفسك تلك المنافذ المهلكة.
{ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه}
لا تمد عينك؛ فأنت أول من سيشقى
زيد بلال