الرسالة البسيطة دي اللي يبان صاحبها حد عفوي خفيف الظل، اتكتبت في 2016، من قلب سجن القناطر نساء.
صاحبة الرسالة اسمها بسمة رفعت، المتهمة الوحيدة في قضية #اغتيال_النائب_العام، والمحكوم عليها ب15 سنة سجن، وعلى جوزها بالمؤبد.
واحدة من قصص الظلم البشعة في القضية اللي الناس فضلت تقول فيها الله أعلم دول قتلوا وعملوا ولا لأ وماحدش عارف، حكاية طبيبة مصرية شابة كانت منتظرة شهادة الماجيستير اللي مخلصاه، زوجة وأم، هحاول ألخص 5 سنين عذاب مرت بيهم في كم سطر.
– 6 مارس 2016، ظابط سابق بالجيش، العقيد مهندس ياسر إبراهيم عرفات، كان نازل من شقته المعروف مكانها عادي، ركب عربيته، واختفى، فجأة كده. وكأي حد في مكانها، نزلت مراته د.بسمة رفعت عبدالمنعم تدور عليه في الأقسام وتعمل بلاغ؛ اختفت هي كمان.
– د.بسمة والعقيد ياسر اختفوا، وسابوا طفلين واحد منهم رضيع، (يوسف سنة وشهرين، سلمى 5 سنين) في رعاية جدتهم المسنة اللي عمرها فوق ال70.
– أيام عدت وماحدش عارف الزوجين فين، لحد ما ظهروا في النيابة عليهم آثار تعذيب وهدومهم مبهدلة، وظهروا متوجه لهم تهمة اغتيال هشام بركات، بدون أدلة ولا شهود ولا أي حاجة، غير معرفتهم بطبيب مصري من الاخوان مقيم بالخارج، وكانوا عارفينه من مؤتمرات طبية، والطبيب ده اسمه في القضية.
– الأمن قال لد.بسمة كلها 10 أيام وتطلعي، وفتحوا فيسبوك ومالقوش حاجة، لكن ولأن شهادة فرد أمن “مصدره مجهول” زي ما مكتوب في الورق أهم من أي دليل، كان لازم بسمة تتضاف في القضية حتى لو مافيش أي حرز أو دليل، وعشان تمضي على الورق، عذبوا الطبيبة الشابة وهددوها بالاغتصاب.
– تهديد الاغتصاب اللي دفعها توقع على اعترافات أمن الدولة اللي كتبها، ذكرته د.بسمة قدام القاضي اللي تخيلت إنه هينصفها، لكن المستشار المحترم حسن فريد تجاهل الأمر وحكم عليها ب15 سنة مشدد وعلى زوجها العقيد ياسر بالإعدام، اللي خففه النقض لمؤبد.
– ده فيديو كلامها قدامه
https://www.facebook.com/mah.mma/videos/10154626508656495
– 5 سنين اتمنعت فيهم من الزيارة شهور، عملت فيهم إضراب عشان تشوف عيالها، وتعبت فيهم مرات بعد إصابتها بتورم في الصدر نتيجة الفطام القهري لابنها يوسف، غير مشاكل في صمامات القلب وجفاف في الجلد وتساقط الشعر وغيره.
– 5 سنين عدوا على بسمة الأم بعيد عن أولادها، بنتها سلمى أغلب وقتها بتقضيه في الرسم، بترسم صور ليها هي ومامتها وباباها وأخوها وهم متجمعين، وفي واحدة من الزيارات بتعيط لوالدتها وتقولها ماعرفتش أرسم بابا لأني مابقتش فاكره شكله”.
– من رسايل بسمة لوالدتها: “لطالما حبست دموعي حتي لا تؤلمك، لا تكفيني تلك الدقائق التي أكحل عيني فيها بزيارتك، أود ان ألقي بنفسي بحضنك أبث إليكي كل ما لاقيته من ظلم وقهر وأخبرك كم هو صعب علي بعدي عنك وعن أبي وعن أطفالي، وعن زوجي الحبيب”، “طفلي الرضيع لم يعد يعرفني ولم يعي انني أمه وينظر إليَّ كل مرة وكأن عيناه تعاتبني ( أين ذهبتي وتركتيني ؟! ) وطفلتي ذات الخمس أعوام دخلت عامها الدراسي ولست معها ..ولا يوجد من يرعاهم غير أبي وأمي اللذان يتعدا عمرهم 72 عاما, فزوجي أيضا محبوس على ذمة نفس القضية يمكث في سجن الموت -العقرب- ”
دي واحدة من آلاف الأسر اللي اتدمرت، والأطفال اللي اتيتمت وأهاليهم عايشين، قصص الظلم في مصر ما بتخلصش، وكل ده عشان واحد عاوز يثبت نظامه وملكه بأي شكل..
#الحرية_لبسمة_رفعت
#الحرية_للمعتقلين
سلمى الخشن