– هل ثبت أن نبينا صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودي؟
نعم، والحديث رواه البخاري ومسلم.
– طيب لماذا؟ ألا يوجد غير اليهودي؟! أما كان يمكنه عليه الصلاة والسلام أن يستدين من أغنياء الصحابة؟
يُعَلمك صلى الله عليه وسلم ويعلم البشرية بذلك ألف درس!
فرأس الدولة، سيد البشرية، يحتاج أن يطعم عياله، وهو الذي دخلت عليه الأموال فوزعها على الفقراء وألف بها قلوب أعداء الأمس..
فيرهن درعه بثلاثين صاعاً من شعير أخذها رزقاً لعياله (كما في رواية صحيحة خارج الصحيحين). معلماً الناس من بعده الزهد في درس لا يُنسى..
كان يمكنه عليه الصلاة والسلام أن يطلب المال من أغنياء الصحابة فيتنافسوا ليضعوه عند رجليه..
لكنه يُعَلم البشرية أن الإسلام كما أنه دين القوة والعزة مع المتجبرين، فعاقب نبينا من غدر به من اليهود وأذلهم وكسر شوكتهم..
فإنه دين العدل حقاً ودين الأمان حقاً، فحَفِظَ حرمة مال هذا اليهودي الذمي الملتزم بعهده للدولة المسلمة.
– يُعَلمك نبيك عملياً: (فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين).
– ويُعَلم المسلمين أن إبطال عقائد الآخرين لا يعني ظلمهم ولا إضاعة حقوقهم، خاصة عندما تكون المنتصر وصاحب اليد العليا.
– زهدٌ، عظمة، عدل، صدق…يعلمه محمد صلى الله عليه وسلم للبشرية التي ذاقت وتذوق الآن ويلات التجبر والظلم…بهذا الموقف العظيم: مات ودرعه مرهونة عند يهودي بطعام أخذه لعياله.
– طيب ماذا إذا استشهد أحدٌ بهذا الموقف النبوي ليمهد الطريق لعلاقات مفتوحة “علنية” مع كيان قتل المسلمين وسلب أرضهم وسامهم سوء العذاب واستهزأ بدينهم ونبيهم؟!
– اعلَمْ حينها أن هذا المستدل كذاب أفاك مضل مُفْتَرٍ مبين !!! ولا تغررك أبداً لحيته ولا عباءته ولا شرف المكان الذي منه يفتري افتراءه هذا ولا حسن صوته بالقرآن. فكم من قارئٍ للقرآن والقرآن يلعنه !
– قال الله تعالى:
– (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون)..
– هذا فيمن يكتم! فكيف بمن يحرف ويفتري على الله ورسوله؟!
– اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد.
تنبيه: لا تقتصر فوائد هذا الفعل النبوي على ما ذكرنا.. فمنها أيضا تعليم أحكام الرهن والتعامل مع أهل الكتاب غير المحاربين.
د. إياد قنيبي