1- أعجب الأشياء اغترار الإنسان بالسلامة، وتأميله الإصلاح فيما بعد وليس لهذا الأمل منتهى، ولا للاغترار حد. فكلما أصبح وأمسى عافي، زاد الاغترار وطال الأمل، ورأي موعظة أبلغ من أن ترى الأقران وأحوال الإخوان وقبور المحبوبين، فتعلم أنك بعد أيام مثلهم، ثم لا يقع انتباه حتى ينتبه الغير بك، هذا والله شأن الحمقى. حاشا من له عقل أن يسلك المسلك.
۲- إن العاقل ليبادر السلامة، فيدخر من زمنها للزمن، ويتزود عند القدرة على الزاد لوقت العسرة، خصوصا لمن قد علم أن مراتب الآخرة إنها تعلو بمقدار على العمل لها، وأن التدارك بعد الفوات لا يمكن.
٣- من أجال على خاطرة ذكر الجنة التي لا موت فيها ولا مرض ولا نوم ولا غم، بل لذاتها متصلة من غير انقطاع، وزيادها على قدر زيادة الجد ها هنا، انتهب هذا الزمان فلم ينم إلا ضرورة، ولم يغفل عن عمارة لحظة.
4- من رأى ذنبا قد مضت لذته وبقیت آفاته دائمة، كفاه ذلك زاجرا عن مثله.
الإمام ابن الجوزي – صيد الخاطر