أحمد خيري العمري، طبيب أسنان وكاتب وروائي عراقي لديه العديد من المؤلفات جلها ذات صبغة دينية (شفرة بلال- ليطمئن عقلي- كريسماس في مكة ..ألخ.
الكاتب لا يختلف كثيرا عن المثقفين الجدد المنبهرين غالبا بثقافة الغرب الغالبة، والذين يخرجون في كتاباتهم بشكل صريح متغنين بالفكر الغربي والفلسفات الحداثية التجديدية، إذ لا يتحرجون أساسا من أفكارهم بل يعترفون بها. لكن الدكتور أحمد يختلف في نقطة أشد خطورة من الصنف الأول يتقمص فيها ثوب اسلامي ظاهري وعقلية حداثية باطنية وهذه هي النزعة التي تسيطر على كل كتاباته.
القارئ لأعمال الدكتور سينتبه لأول وهلة أن الكاتب ينتصر لقيم الدين والثقافة الاسلامية، لكن القارئ المتوغل حق توغل في الأفكار التي يبني عليها أعماله سيتضح له أن الكاتب لا يكف لعب دور الخياط الذي يفصل المقاسات من الدين ودسها في الروايات (القرآن نسخة شخصية مثلا) وتمييع الأحكام لتكون أكثر تهديبا وملائة لجميع الأفراد والأديان والطوائف.
يحاول الدكتور في كتاباته فتح أكبر مساحة لتلاقي الخطاب الديني مع الخطابات الأخرى، ولا يفتأ من تارة لأخرى أن يوهم القارئ العاطفي أنه يذوذ عن الدين لينتج لنا كتابا سماه فيما سماه (ليطمئن قلبي) وأدعى أنه كتاب لمواجهة الإلحاد الموضي الجديد، وفيه يطرح أفكارا أكثر سماحة مع الفكر الالحادي لا تقوض الإلحاد وانما تدعمه!
حتى لو سلمنا بحسن الظن في كتابه الذي يزعم فيه أنه يواجه فيه الالحاد فكيف سنقتنع بصدق نيته وهو بعد اصداره بمدة صار يروج لنظرية التطور وما فائدة كتابه؟ . كيف سيكون حال القارئ المتشكك الذي اطمأن عقله ليطمئن عقلي! ثم اطمأن عقله أيضا لنظرية دارون التي يروج لها الدكتور، فهو يحاول مواجهة الحاد بإلحاد أكبر منه!
في كتابه القرآن نسخة شخصية تعرض لجملة من الآيات ونزلها بطريقة لا يمكن القول إلا أنها مذهلة وجذابة وذكر صنوفا من الآيات التي تحكي القصص القرآنية وأبدع في رونقتها بطريقة أدبية باهرة لتحلل الحكم القرآنية وكيفية الاستفادة منها من قبل الأشخاص. لكن شكل الدكتور نسي أن يعرض لنا قصة الخلق وآدم وحواء- لأنه يصدق دارون أكثر من الله. فكيف له أن يجمع لنا بين الخلق في القرآن والخلق في نظرية التطور؟ بين الخلق من تراب ثم نفخ فيه روحا، وبين الخلق قردا وصار بشرا؟ لأنه في الحقيقة لم يطمئن عقلي لتناقض الطرح الذي يطرحه الدكتور!
مقالاته الكثيرة الطويلة المحشوة بالإدعاءات الباطلة تجده في أغلبها يلمز بالنقد والتهجم على المرموز والقيم لأنها في نظره لا تحني ظهرها لتركبها موجة العصر لتماشي الثقافة الغالبة، مقابل ذلك تكاد لا تجد له مقالا واحدا يهاجم في رموز والأفكار السامة الدخيلة من العلمانية والالحاد..
أخير ما يمكن أن نخلص به من قراءة فكر الدكتور يمكن في:
أن الدكتور يذهب على طريقة المعتزلة؛ أو بالأحرى من المعتزلة الجدد أمثال محمد عبدو في تقديمهم ما يسمى بالعقل والعقلانية وتحريف الدين ليلائم حتى الأكاذيب منها.
يحاول الدكتور الدفاع عن الاسلام من خلال تفكيكه من الداخل وانتاج منه اسلام جديد غير معارض لأي من الأفكار المختلفة الأخرى.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=322091519099398&id=100038956565383