لك أن تتخيّل : كيف صنع ياسر برهامي بعقول أتباعه حتى يبقى طائفةٌ كبيرةٌ منهم ملتزمين بقرارتِه من بعد ما رأَوا كُلَّ هذه الآيات!
و رُبما تقول في نفسك: متى يُبصر هؤلاء.. يعني ماذا بقِي من الآيات والبيّنات على ضلال هذا الحِزب؟!
هل علمتَ الآن كيف يُمكن أن يُنفَق في دعوةٍ لسنوات طويلة باسم الإسلام الأموالُ والجهودُ لتُخرِّجَ مَن يقف بقلمه ولسانه وعلمه وماله في صف الظالم يتتبّع ظلمَه وفجوره بفِرصةٍ فيها مِسك. ويمشي بأستيكة ليمحو ما تبقى من معاني الدين والخُلق والمروءة والشهامة..
ويتقرب إلى الله بما يُخالف الفطرة والعقل والشرع، ويصبر ويحتسبُ و يتحمّل سخرية الناس وأذاهم.. وهو ضالٌ يحسبُ أنه يُحسنُ صُنعًا! ويستمر وينتشر!
#قبل سنوات كنتُ كتبتُ سلسلة منشورات عن طلب القرآن وكانت سببا في أن عددا كبيرا جدا من الشباب تابعوا صفحتي
ثم كتبتُ منشورات أُبيّن فيه ضلال حزب ياسر برهامي
فعلّق بعضُ أتباعه على المنشور : {يااا هو أنت من الناس اللي مش موافقة على حزب النور؟
دا أحنا كُنا بنحسبك من حملَة القرآن، و عمّال تكلمنا عن الوحي والسُّنة والأخلاق؟
سنُلغي مُتابعتك!}
فقلتُ لهم (بئس حاملُ القرآنِ من يفعل أفعالكم أو يرضى بها) إنّ جزءا من صحةِ حمل الشخصِ لكتاب الله أن يُنكر أفعالكم ويتبرّأ منها ويُحذّر الناس منها..
تمنون عليّ بالمتابعة؟
وأي شخصٍ هذا الذي يفرح بأن يراكم في قائمته وقد فقدتُم البصيرة وضللتُم وصرتُم عبرةً.. و أضحوكة.. ومثلا وموعظة للمُتقين؟
إن من يحملُ كتاب الله ويفعل أفعالكم أو يرضى بها هو ممن لا يعلمون الكتاب إلا أمانيّ
***
ثُلاثيّةَ (أحبارِ السوء، وجهلة الرّهبان، وإمّعات الأتْباع)
مشايخ التنويم و التخدير أعظم مُعين للفجرة الطغاة
أُقسم بالله إنهم من أعظم فِتن زماننا
اللهم أرنا فيهم ما يشفي صدورنا يا رب
حزب العار المُسمّى زورًا (النور) وأتباع ربيع المدخلي وأمثالهم
واللهِ إن هؤلاء المُسوخَ يصنعون للباطل والظالم أعظم مما يصنعه كثيرٌ من أصحابه .
حيث نسبوا لدين الله ما لم يكن يوما دينا
ويخرُج مُنظِّرُهم ليقتل واعظَ المؤمن في قلوبهم يُشجعهم ويحثّهم على أن يجهروا بذلك وألا يخجلوا وألا يُنصتوا لمُنكِرٍ .
حتى جعلوا أتباعَهم السُّذّج الجهلةَ المُصدِّقين لهم يجهرون بالدفاع عن الظالم المجرم القاتل بغير حق مُحتسبين صابرين على ما يُلاقونه = في سبيل الله !
ويُظهرون التعاطفَ معه، والإشفاق عليه، والتأييد له والنصرةَ فيما ينالُه من خزيٍ ومهانةٍ..
فهم العدوُ واللهِ
#جعلوا الجيلَ المحسوب على الاستقامة نموذجا للمسلمِ الذليل
الخانع.. الدرويش
والشاب الأهطل الذي يُلعَبُ به ويُساقُ من كُبراءَ غاوِينَ ورُهبانٍ ضالّين لم يكونوا على قدر الأحداث علما ولا عملا
شيوخٌ ودُعاةٌ وأصحابُ أقلامٍ ساهَموا في تشويه هذا الجيل.. وإقعاده عن القيام بدوره في الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعظيم حدود الله، والغيرة على محارمه
وجعله عَونا للظالمين ينصرُهم ويستدل لهم من الوحي والشريعة وتراث الإسلام
وباسْم الدين.
#وكانوا فِتنةً للمسلم البسيط العادّي الذي يُنكر أفعالهم بفطرته ومعرفته الإجمالية بدينه
ثم يقول في نفسه: وهل أولئك الصالحون المشايخ على ضلالة ..مش ممكن!
#وقدّموا بذلك هديّة للعالمانيّن وأشباههم ليقولوا للناس: ألم نقُل لكم :
إنّ رجال الدين وأحبار السُّوء على مرّ الزمان هم خدمَةُ الظالم المستبد ..
وإن أتباعهم جهلةٌ يُستَغفَلون ويُساقون كالقطيع ؟ أرأيتُم المتاجرين بدينهم!
إلى غير ذلك من الافتتان الحاصل للناس بسبب أفعال أولئك المُشوَّهين .
أيُّ تشويه للفِطر هذا أيُّ تحريف للدين هذا ..أي غسيل للعقول هذا ؟
أين الدينُ ..أين العقل ..بل أين الفطرةُ والمروءة؟
حسبنا الله ونعم الوكيل
#تنويم الجيل:
إنهم حرصوا كلَّ الحرص – ضمنَ حملتهم لتنويم طلّاب العلم عن أنْ يقوموا بدوْرهم الإصلاحي الحقّ في حفظ دِين المسلمين -أن يغرسوا فيهم ( في معاهدهم و جامعاتهم و مساجدهم) :
أنّ أعظم مصلحةٍ شرعيّة = حفظ الدماء و تجنُّب البلاء
يُسترخصُ بجانبها كل مقاصد الشريعة ،بل ليس من مقاصد التشريع سواها ..
فخرج الجيلُ جبانًا خوّارًا يُؤدي رسالتَه : أيُّها المسلمون
إنّي ناصحٌ( لهم) أمين
احرصوا على الحياة مهما كلّفكم الأمر من دينكم.. رقِّعوا ثوبَ دُنياكم بدينكم…الحياةَ الحياة.. الدماء الدماء..
# فقال العدو الكافر لهؤلاء الدّعاة :
جزاكم الله خيرا عنّا و عن الإسلام و المسلمين ..و حفظ الله ما بيننا من الوُدّ ..أطال اللهُ بقاءكم في المسلمين ….
#جعلوا الجيلَ المحسوب على الاستقامة نموذجا للمسلمِ الذليل الخانع الدرويش والشابِ الأهطل الذي يُلعَبُ به ويُساقُ من كُبراءَ ضالّين لم يكون على قدر الأحداث علما ولا عملا
ولم يسعْهم السكوتُ كغيرهم ..بل
أبَوا إلا أن تُدنّس أيديهم وأقلامُهم بشرعنة الظلم وإعانة أهله ..كل ذلك تبرُّعا وأحيانا (ورغبة ورهبة)
ويُناقضون الشريعة..
بل يُناقضون كلامهم الذي كانوا يُسطّرونه في كتبهم، ويصيحون به فوق المنابر، ويجلدون به غيرَهم من الإسلاميين الذين وقع في المُستنقع ذاته قبلهم..
حتى غاصوا هم بأرجلهم في وَحْلٍ من تشريع الظلم ومعاونة الظالم وقَفَ أؤلئك بساحله!
وتفانَوا في خدمة ظلمَةٍ مُتكبّرين ظُلمُهم بيِّنٌ كالشمس
أذاقوا شعوبهم في مدة قليلة ما لم تَذقه من قبلُ بألوانٍ من الفقر والمرض والقتل والأسر والبغي والبطالة والإذلال، وقتل الكفاءات والعلماء من مختلف المجالات واعتقالهم وتعذيبهم
وقهر وتغييب الشريعة ونشر الفواحش وشرعنة الحرام
وأذلّوا أنفسهم وشعوبهم لأعظم الناس كفرا وحربا على الإسلام والمسلمين، وأعطوه الإتاوة عن يدٍ وهم صاغرون مُحتقَرُون ..
ونفسُ الحاكم الظالمِ هذا : في غنى عن تبرُّع أولئك الدعاة الكذّابين الذين يتفانون في خدمته
فهؤلاء الطغاة وحاشيتُهم(وإن استفادوا من نِفاقهم وتلبيساتهم) لكنهم مع ذلك مُحتقِرون لهم، لا يأبهون لهم
بل ربما يتعجبون من إخلاصهم له وغبائهم
#و الطغاة يعلمون أن هؤلاء الدعاة خونة غيرُ أُمناء على دينهم..
وبعد كل ما بذلوا ويبذلون لهم =فلن يبلغوا من أنفُسهم شيئا بل يزيدون لهم احتقارا وبُغضا..
ويبقَون هكذا مبغوضين منقوصين عند كل طرفٍ
وما ظلمهمُ اللهُ ..
وسيتفرّغ الظالم لهم ..عند الحاجة ..إنما هي مسألة وقتٍ..والحالُ يقتضي التجزئة، وكلُّ له دَوره
{ومَن أعانَ ظالما سيُبتلى به} ..
وعن مثل هؤلاء يقول ابنُ تيمية يصفُ قعودَهم عن الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله، والغيرة على محارم الله، والولاء والبراء وتعظيم حدود الله، وأنّ في عوامّ المؤمنين من تلك الشُعب ما لا يوجد عندهم:
«وأما الجهادُ في سبيل الله فالغالبُ عليهم أنهم أبعدُ عنه من غيرهم! حتى نجدُ في عوام المؤمنين مِن:
الحب للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمحبة والتعظيم لأمر الله، والغضب والغيرة لمحارم الله، وقوة المحبة والموالاة لأولياءالله، وقوة البغض والعداوة لأعداء الله= ما لا يوجد فيهم! بل يوجد فيهم ضد ذلك!!!». [«الاستقامة» (١/ ٢٦٨)]
*****
#لا تقاوموا البلاء إلا بالدعاء!
أعظمُ ما قام به دُعاةُ السُّوء وجَهَلةُ الوُّعّاظ في خدمة الظلمة
أنَّهم أشاعوا خطابا وعظيًّا منقوصا مُحرّفًا وجعلوه محور دعوتهم، وهو :
حصرُ سبب ما يلاقيه الناسُ من ظلمٍ ومصائب وبلاء في مجرّد ذنوبهم
وهذا تمهيدٌ و توطئة من أولئك الدُّعاة ليحصروا لهم الحلَّ، وسببَ المقاومة والدفعَ لهذا البلاء في مجرّد التوبة وإصلاح النفس !
ذلك ليصرفوهم عن إدانةِ الظالم وتجريمه وتحميله المسؤوليّة حيث إنّ نفسَ ظلْم ذاك الظالم إنما هو بسبب ذنوبنا نحنُ
وبالتالي :
فلا تقاوموا ظلمه ولا تدفعوه بأيّ وسيلة لا باللسان ولا باليد مهما ظَلَمَ ومهما كنتم مُستطيعين لدفعه .. لا تُدينوه ولا تُحمّلوه أيَّ مسؤوليّة
وتجاوَزَ أكثرُهم فحرّم على النّاس أن يُنكروا على الظالم بقلوبهم ويبغضوا ظلمه !
وهذا الخطابُ الوعظي المنقوص المُحرِّفُ للوحي = ظهر مُبكّرا عند طبقة المُتعبّدة والزُّهاد والمُتصوِّفة
وخرجتْ منهم عبارات جعلوها جامعةً يُذكَّرُ بها الناس كُلّما هَمُّوا بأدنى محاولة لدفْع الظلم أو مقاومته أو حتى مجرّد إدانته
من مثل قولهم:
-(تركوا لكم دينَكم فاتْركوا لهم دُنياهم)
يقصدون بالدّين : حصرَه في بعض العبادات [كما سيأتي التنبيه عليه]
-(فُلانٌ الظالم هو عقابُ الله لكم بسبب ذنوبكم فلا تقابلوه إلا بالتوبة ..)
وتلقى هذا الخطابَ عنهم مؤخرا ثُلّةٌ من الجهلةِ أو مُحبّي الرياسةِ والعُلُوِ الذين سخّروا طاقاتهم في الاستدلال للطغاة وتَتَبُّعِ جرائمهم بِفرصةٍ فيها مِسك، وحمَلَةُ ذاك اللّواء : الجاميّةُ المدخلية، ويشاركهم في هذه الشعبة من الضلال كثيرٌ من الكيانات كأتباع بُرهامي، ودُعاةٌ كثيرون ..
وهذا الضلاُل مُتفرِّعُ عن أصلَين باطلين وهما:
*حصرُ مفهوم العبادة والعمل الصالح في جُزءٍ منه كالصلاة والزكاة والصيام والحج والنوافل وقيام الليل ونحوه
وإخراجُ الجهاد في سبيل الله ودفع الظالم ومقاومة الظلم، وإصلاح الناس والسعي على مصالحهم ومعاشهم وغير ذلك مما دلّ عليه :الوحيُ وسِيرةُ الأنبياء والصالحين والعقلُ والفطرةُ
والذَوقُ وكلُّ مصدر للمعرفة
* ثانيا: ظنُّهم أنّ بيان اللهِ بأنّ ما أصابنا من مصائب فبما كسبتْ أيدينا= يقتضي حصر مقاومة المصيبةِ (ومنها ظُلمُ الطغاة وبَغيُهم علينا ) في مجرد : التوبة وإصلاح النفس والدُّعاء ونحوه
وهذا فهْمٌ ناقصٌ ومُنكَرٌ يُخالِفُ الوحيَ وهَديَ الأنبياء وسيرة الصالحين والعقلَ والفطرةَ
فكُلُّها تشهد بوضوح دون لَبْس بأنّ مقاومة البلاء لا تنحصر في مُجرد التوبة وإصلاح النفس وتزكيتها والدّعاء
بل بالبحث عن أسباب البلاء و المصائب و السعي في دفْعها بحسب الاستطاعة
وجاء الأمر بالإعداد والأخذ بأعظم الأسباب لدَفع البلاء ورفعه بما لا يحتاج استدلالا
**
وكان من أعظم آثار ذلك الخطاب الوعظي المُحرّف وتلك الرّهبانيّةِ المُبتَدَعةِ مِن جهَلَة الوُعّاظ ومُغرضيهم[ مع كونه ترسيخا لظلم الطُّغاة وتشريعًا لأنظمتهم]:
أنْ جعل صورة الإسلام مطابقة لدين الكنيسة في العصور الوسطى
وفَتح البابَ للعالمانيّة لِتحتلَّ مواقِعها في دين المسلمين .
****
فالحديثُ هنا عن تلك المقدمة الرئيسة التي ينبي ما بعدها عليها:
أن يبقى المُنكر منكرا والباطلُ باطلا
وألا يتحوّل إلى معروفٍ وحقٍ بمجرد عدم القدرة على إزالته .
فليستْ قيمةُ شعيرةِ( إنكار المنكر) في مجرد إزالته باليد [وإن كان ذلك من أجلّ شعب الإيمان]
بل في أن يبقى مُنكرا مُستغرَبا مبغوضا
ثم يأتي الحديثُ بعدُ عن سُبُل دفعه ومقاومته
باختصار :
إذا لم تستطع الجهر بالحق فلا تقُلْ الباطل ولا تُصفِّق له .
وإذا عجزت عن ردّ الظلم ومقاومته فلا يعني ذلك أن ترضاه وتستمتع به!
#ولكنّ أولئك المتبوعين والأتباع مجموعون ليوم عظيم …ونحنُ كذلك مجموعون
((يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ))
((يوم تأتي كلُ نفسٍ تُجادل عن نفسها وتُوفّى كلُّ نفسٍ ما عملت وهم لا يُظلمون )).
حسين عبد الرازق