بعد أن وصفه أحد المذيعين العرب في تركيا أنه حاقد على الإسلام (والحمد لله على بداية ظهور الوعي بخطر هذا الأخطبوط)، أعلن عزمي أنطون بشارة مظلمته على تويتر البارحة، قائلا: لا تعادوني لأننا في خندق واحد ضد الاستبداد، ولا تحسدوني رجاءً!
قلتُ: -بعيدا عن شخص من اتهمك-..
أولا: خلافنا معك هو من جنس خلاف كل مسلم -شم رائحة التوحيد- مع المستبدين، وهو حربكم جميعا على الشريعة، وتعطيلها، وتشويه من ينتصر لها.. كل منكما يفعل ذلك بحرص، وتفان.
ثانيا: لا يحسدك مسلم لشيء جئت به من بيت أبيك وأمّك، وإنما الجميع في ذهول من حجم إمبراطوريتك: كليّة تستقطب لها الأكاديميين العالمانيين العرب الذين يدرّسون في العالمين العربي والغربي، وتنفق عليهم بسخاء، بل وتدفع للطلبة مالا بدل أن يدفعوا هم لكليّتك! وامتلاكك لقناتين فضائيتين تستقطب لهما العالمانيين الفجرة و”الإسلاميين السابقين”، مع إنفاق سخي عليهما بلا سقف، ومؤسسة بحثية لها أربع دوريات ومئات المؤلفات المترجمة، وورش البحث المستمرة في أكثر من دولة، وغير ذلك مما نعلم ولا نعلم.. كل هذه الثروة القارونية المسخرة لمحاربة الإسلام تثير الذهول بحق.. المسلمون لا يحسدونك وإنما تأخذهم الدهشة والحسرة على أموال المسلمين التي تنفقها لمحاربة الإسلام علنًا لنشر العلمنة تحت غطاء القومجة، في حين ينفق خصومك أموالا قارونية لنشر اللبرلة والزندقة.. والأمة بينكما ضحية ذئبين جائعين.
هامش هامشي جدا: (يا ريت) تتوقف عن الأسلوب البائس في الاستخفاف بعقول السذج بمهاجمة العالمانية الشاملة (التي لا توجد إلا في البلاد الشيوعية) بدعوى أن الدين مكوّن أساسي للثقافة العربية (لإيهام السذج أنك خصم للعلمنة)؛ فإن العالمانية الشاملة والجزئية (التي ترعاها) في الكفر سواء؛ فَرَدُّ كلّ الشرع، كردّ جلّه.. ودفاعك عن حضور الدين في “الثقافة العربية” لا يخرج عن قول كثير من ملاحدة الغرب: الدين خرافة، لكنها خرافة نافعة اجتماعيا ونفسيا.
فلتسقط الأقنعة.. #حتى_لا_تكون_فتنة
د. سامي عامري