#أهلُ العلم يُحدثونك عن أحكام الله، الفرائض و النوافل، والذنوب والكبائر، ويحثونك على طلب الخير ومجاهد النفس، ويفتحون لك باب حُب الله و العمل له والرجاء والخوف، ويُحذرونك من الإثم والذنوب ويُعظمون شعائر الله عندك
وإذا ضعفتْ نفسُك لم يُقنّطوك من الله، بل أخبروك بأن الله توّاب رحيم غفور لتتوب وترجع
#أما المُدلّسون فهم غشَشَةٌ :
ومن أعظم الغِش في الخطاب الدعوي:أن تتحدث مثلا في مئات الخطب والدروس عن: (ما للحاكم من حقوق )، وكون الحاكم بغير الشريعة لا يكفر( بغضّ النظر عن التفاصيل و الخلاف فيها )، وتتحدث عن الصبر على طاعته ..و نحو ذلك وتجعله محور مشوارك الدعوى، و أصلَ الأصول في الدين و هو محور الولاء و البراء ، و تُصنّف الناس بناءً عليه= ولا تكلّفُ نفسك في بيان: ما هو أجلُ و أعظمُ و أرسخُ و أحكم و أكثر أدلة و إجماعا= (وجوب الحكم بالشريعة) ،و ما يتفرع عنه من:
– بيان أن الله أحسنُ حكما ،و أعدله
-و محاسن الشريعة و حِكمها
-و طرق نشرها و العمل بها بين الناس…
-و عِظم حُرمة ترك العمل بها ،و مسؤولية الحاكم تجاه ذلك و نحو ذلك
#تشبهُ تماما: مَن يحدثُ الناس مئات الخطب و الدروس عن كون الزِّنَى ليس كفرا، و أنّ الزاني ليس بكافر، والمسلم عاقبتُه الجنة ،و إنْ زنى و إن سرق، و أنّ الله عفو غفور رحيم.. الخ=لا يكلفُ نفسه ببيان ما هو أهم في هذا السياق=كون الزنَى من أكبر الكبائر، و بيان سوء عاقبته في الدنيا و الآخرة ،و سد ذرائع الزنى، وبيان طرق الوقاية منه، و الحث على التوبة و المجاهدة لتركه. و أن الله شديد العقاب .
#و هذه الطريقة المنحرفة في الدعوة يُساق فيها كثير من الدعاة من حيث يشعر و يتعمّد، أو لا يشعر
#يبذلون جهدا كبيرا جدا في تأصيل و نشر مسائل ليست من مقاصد التشريع و ينصبونها مِحنة للناس= ما لو بذلوا جزءًا منه في بيان وجوب الشريعة و حُسنها و مقاصدها و عدلها و صلاحيتها… و نحو ذلك=لكان من أعظم ما يحبب الشريعة و يُقربها من المسلمين ..
هل تظن أن من يُحدثك بهذا الأسلوب يُحب لك الخير وهو ناصحٌ لك؟
بل هو خائن وغاشٌّ
فأبصِرْ طريقَك
حسين عبد الرازق