-لا أدري: هل شيطان ماكر هو من يخطط لهذا؟ أم الجهل والزندقة تفعل ذلك وحدها؟
كان ينبغي أن يتحول حدث انتحار ملحدة إلى موعظة بليغة، وهجاء حاد لطريق الإلحاد
كان ينبغي أن يقال: الإلحاد ليس كما تزعمون تحررا من الخرافة والكبت والقيود إلى جنة العقلانية والإنسانية والسعادة الأرضية
بل الإلحاد في حقيقته خرافة وكبت للفطرة الإنسانية، يسلب الحياة الإنسانية معناها وينزع القداسة عنها، ويطيح بالرشد والعقلانية، حتى يرتكب الإنسان جريمة قتل نفسه، ويخسر الحياة الطيبة في الدارين
{خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}
فمواجهة قسوة الحياة يكون بالفرار إلى الله لا منه، فالتدين الحق يحلي صاحبه بالشجاعة والصبر والرجاء، ويمده بقوة وأمل وطيب عيش وسعادة أرضية حقة علاوة على موعود الآخرة
{فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى – وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}
{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا}
-كان من الطبيعي والمنطقي أن تملأ هذه المعاني الفضاء الأزرق وغيره لتكون ضربة موجعة على رأس منظري الإلحاد ودعاته
حين أجرى شخص متدين ملتح عملية تجميلية في أنفه وأنكر ذلك، دون أن يكون ذلك من لوازم تدينه أصلا بل مما ينافيه = قامت الدنيا حينها، ورُمي المتدينون جميعا به (وهي قصة قديمة عمرها 8 سنوات)
أما حين يرتكب الملحد جريمة كبرى، جريمة قتل، وهي من نتائج الإلحاد -الذي ينزع المعنى والقداسة عن الحياة- وثماره المرة = يتحول الجدل وتنصرف مادة الخطاب إلى بديهيات عقلية ودينية، ومناقشة سفسطة وهذرمة سمجة تدعي عدم كفر أكفر الكفار، واستحقاقه لجنة عاش حياته ينكر وجودها
فهل شيطان ماكر يخطط لإدارة دفة الخطاب في هذه الحوادث؟
أم الزندقة والأمية الدينية فعلا ذلك وحدهما؟
عمرو عفيفي