من الاعتراضات التي تتكرّر عند موت ملحد صنعت منه وسائل التواصل “شيئًا”، أن تسمع: وهل ضمنت أنتَ الجنّة؟ اشتغل بإصلاح نفسك؛ فذاك أولى!
قلتُ:
أولا:
1-الحديث عن أمر الملحدين “المشاهير” في العالم العربي إذا هلكوا، واجبٌ على الدعاة -في مجموعهم- وليس من جنس المباح؛ لأنّه كلّما هلك منهم هالك، صنعوا منه أيقونة للحرية، والعلم، والصمود، والصراع مع المجتمع المتخلّف..
2-الحديث في هذا الأمر واجب لكشف تدليس المدلّسين الذين يحرّفون حكم الله في المارقين من الإيمان.
3-الحديث في هذا الأمر واجب لبيان *ردّة المتعاطفين، المكذّبين للوحي بزعمهم أنّ الجنّة تدخلها نفس مرتدة*..
4- الحديث في هذا الشأن واجب صيانة للحدّ الفاصل بين الإيمان والكفر؛ فإنّه إذا ضاع الفارق بين الإيمان والكفران، لم يعد في الأرض إسلام ولا إيمان..
5- الحديث في هذا الشأن واجب، حتّى لا يضيع الولاء والبراء، ولتتمايز الصفوف..
6- الحديث في هذا الشأن واجب؛ حتّى يعلم الملحد أنّ لحظات سعادته بشتم الدين، والسخرية من القرآن، ستعقبها لحظة تنقطع فيها أنفاسه، ولا يبقى له ذكرٌ على الأرض غير ذكرى السوء..
7-الحديث في هذا الشأن واجب؛ حتى يكون حال الهالك موعظة للمتهاونين في أمر حفظ دينهم من مضلّات الفتن، وليدرك الناس أنّ الفتنة ليست ببعيدة عنهم..
ثانيا:
1- لم يضمن أحدٌ منّا الجنة، ونحن في هذه الدنيا بين خوف ورجاء، ودعاءٍ متصلٍ أن يحفظ الله لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا..
2-لا يملك أحدٌ أن يُدخل أحد الجنّة أو النار.. وإنّما نحن في مقام بيان حكم الشرع في هؤلاء. والواجب بيان صريح القرآن أنّ من تلبّس بالكفر -دون عذر، كإكراه-، ومات عليه؛ فهو إلى النار، ولن تنجيه دعوات “المتعاطفين” شيئًا، بل من ظنّ أنّ الله يُدخل المرتدين الجنة، لحق بهم؛ لأنّه شاركهم تكذيب وعيد الله سبحانه في كتابه..
نصيحة في الختام:
لا تتركوا ساحات وسائل التواصل للمخرّبين المتجمّلين بالكفر أو المجمّلين لأهله.. أعلنوا براءتكم من الباطل وحزبه؛ حتى لا ينشأ جيل بعدنا ممسوخ؛ لا يعرف من الإسلام إلا الألقاب، ويرى الكفر إيمانًا، والطعن في الدين استمتاعًا بالحريّة..
#حتى_لا_تكون_فتنة
د. سامي عامري