لو قُدِّر أن إنسانا علِم كل ما في الوجود من العلوم الرياضية والتجربية والطبيعة وغيرها، ولم يعلم عن ربِّه وخالقه ما يجعله يؤمن به ويشكرُه ويحبه ويعبده ويعملُ للقائه=فهو كما قال الله :أضلُ سبيلا من الأنعام، وهو شر الدوابّ من كل وجه
إذْ كلُ معلومٍ قامت عليه أدلةٌ=فالآيات الدالة على الرب تبارك وتعالى أعظم وأكثر وأبلغ( آياتٌ في الكون والنفس والوحي) ..وكل علم في الوجود فهو منه وبِه فهو الذي علّم الإنسان ما لم يعلم
فلا يُصرَفُ عنها إلا شرارُ الناس وأخبثُهم رُوحًا وعقلا وقلبا..
وربُّك أعلمُ بمن ضلّ عن سبيله
ومن أعظم الضلال أن يُنسب أولئك الجاحدون الضالّون إلى أنهم عُظماء وعباقرة وصفوة الناس ولو بلغوا من المعرفة والجاه ما بلغوا، بل يُوصفون بالوصف الشرعي اللائق بهم فهم (شرُّ البرية/شرُّ الدوابّ/سفهاء/ضالون/لا يُقيم الله لهم يوم القيامة وزنًا)
وأضلُّ من ذلك : أن يصدر الناسُ عنهم ويقبلوا شرائعهم ويجعلوهم ميزانَ الحق والباطل ويتبعوهم، ويقيسوا أنفسهم بهم ويتشبهوا بهم!
واللهِ إن مُسلمًا بين يديه كتابُ الله فيُعرض عنه ويتّبع هؤلاء ويُحكِّمهم في أي أمر من شئون حياته = لهو مع كونه (ضالا) فهو أحمقُ الناس
وضلَّ مَن كانت العُميانُ تهديه!
فهؤلاء هم جُند إبليس على هذه الأرض وهم شياطين الإنس
و قد قال الله تعالى لنا بعدما ذكر عداوة إبليس لآدم وذريته : ((أفتتخذونه وذُريته أولياء من دوني وهم لكم عدُو، بئس للظالمين بدلًا)).
حسين عبد الرازق