هناك عبارة قبيحة جاءت على لساني منذ سنوات لمرات قليلة جدا بعد أحداث الانقلاب العسكري في مصر والأحداث الأخرى في العراق والشام وليبيا، وهي (((شيوخ الحيض والنفاس))).
وكانت العبارة تتردد في مواقع التواصل الاجتماعي وتطلق على كل عالم أو داعية لا يقول كلمة الحق، وفي الحقيقة كانت الساحة مشتعلة والحماسة جارفة والموجة عالية بسبب الأحداث.
وسر استخدام هذه العبارة دون غيرها كان غالبا بسبب أن هؤلاء العلماء والدعاة يصعب وصفهم بعلماء السلاطين إذ أنهم لم يعلنوا بشكل صريح وقوفهم مع الحكام ولكنهم صمتوا فكانت بديلا لعبارة (علماء السلاطين) التي تطلق على أنصار الحكام.
الآن وبعد سنوات أبرأ إلى الله تعالى وأتوب إليه من هذه العبارة رغم توقفي عنها منذ فترة طويلة ورأيت أن الاكتفاء بعدم ترديدها دون التحذير منها لا يصح.
وقد اكتشفت قبح هذه العبارة منذ فترة قصيرة جدًا بعد أن وجدت نفسي مضطرا لسؤال أحد المشايخ عن مسألة غير مشهورة تتعلق بالحيض والنفاس حينها تذكرت هذه الفترة وندمت على مقالتي.
نعم استصغرت نفسي وشعرت بحجمي وكيف كنت أتجاوز في حق علماء ربما سكتوا عن الحق ولكنهم على ثغور أخرى لا يسدها حتى المجاهدون في الساحات.
وكذلك بعد التفكير أرى أن الإصرار على هذه العبارة ربما يصل -والعياذ بالله- إلى حد السخرية من أحكام شرعية إذا قصد صاحبها تهميش هذه الأحكام وتسطيحها والتهوين من شأنها وقد وردت في القرآن والسنة.
وأيضا اكتشفت بعد مرور السنوات أن معظم من يرددون هذه العبارة ويصرون عليها حاليا مجموعة من الجهلاء لا علم لهم ولا يحسنون حتى الكتابة بالعربية وكل همهم إسقاط العلماء والدعاة بدعوى السكوت أو وقوعهم في أخطاء وأدعو هؤلاء لمراجعة أنفسهم والتوقف عن تريد هذه العبارة القبيحة.
وهذه ليست دعوة للسكوت عن أخطاء العلماء والدعاة وإنما التعامل معهم بحسب حال كل شخص وظروفه وقناتي مليئة بنقد كل من نطق بباطل وأعلنه لكن دون تجاوز أو تجريح.
ونسأل الله العفو والعافية والحكمة والصواب
مصطفى الشرقاوي
https://www.facebook.com/MostafaJournal/posts/692947798207875