الحمد لله وحده.
هل تعلم أنَّ:
من عاش ستين عامًا، وبلغ الحلم في الخامسة عشرة، فإنه يؤدي (فريضة الصوم) 45 مرة فقط في حياته كلها؟
وتتاح له فرصة ليلة قدر، الهبة العظيمة، 45 مرة فقط في حياته كلها؟
ويصلي الإنسان نفس العدد من الصلوات الفرائض، في تسعة أيام فقط، ففيها 45 صلاة مفروضة.
فيصلي في تسعة أيام فقط، ما يصومه في عمره كله.
وكثيرا ما لا يؤدي (فريضة الحج) ولا (فريضة الزكاة) في عمره كله، ولا مرة، لعدم وجوبهما عليه؟
وإن حصل، فالفريضة في الحج مرة واحدة، وربما أدى بضع مرات من الزكاة المفروضة.
فريضة الصوم.. فرائض الصلاة.. حج الفريضة.. الزكاة المفروضة..
هل تفهمني؟
إنَّ أحبَّ الأعمال إلى الله، وأعظم الأعمال أجرًا عند الله، وأثقل الأعمال أجرًا في الميزان يوم الحساب: أركان الإسلام، المفروضة الواجبة.
هي المعيار الثابت الموحَّد، بين الخلقِ.
إنَّ الفرائض هي النعمة العظيمة، الخطة الربانية للحصول على نعيم الجنة، وهي المعيار المتاح للجميع.
معيار محدَّد لا خلاف فيه.
ومع ذك فهي أعظم ما يحصِّل به الإنسان الحسنات.
سبحان الله الكريم.
الحفاظ على الفرائض (يكفر السيئات)، ويرفع الدرجات في النعيم.
وبعد الصلاة: ليس متاحا لك في حياتك سوى عدد محدود من الرمضانات.
فإذا بلغتَ رمضان:
فاشكر الله، وتمسَّك بفرصتك العظيمة، فإنها واحدة من فرصٍ قليلةٍ في حياتك كلها.
ومن تعرَّض لها، فهداه الله وأعانه الله وقبله الله: فاز إن شاء الله.
ومن ضيَّعها، أو أبطل ثوابها بعد تحصيله:
فلا أدري ما خطَّته لحصد الأجر، وتجميع الحسنات، قبل وقفة يوم الحساب.
لا أدري.
اللهم بلِّغنا رمضان، وعرِّضنا لنفحات رمضان، وأعنّا على أعمال رمضان.
اللهم تقبَّل منَّا رمضان.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك!
الشيخ خالد بهاء الدين