لا أظن أنه لو قيل للجمهوريين قدموا حلقة عن فكر زعيمكم محمود محمد طه .. لا أظن أنهم سيقدمون حلقة أفضل من حلقة الجزيرة التي قدمتها عبر برنامج “خارج النص” .. الحلقة بثت بالأمس .. بعد ترويج استمر لأيام عديدة.
كان في الحلقة اختيار ـ بعناية ـ لكلمات محمود؛ اختيار يخدم الفكرة ولا يعريها؛ فلم يظهروا إلا كلامه العام الذي يصلح تسويقه؛ وابتعدوا تماما عن كلامه واضح النكران من مثل كلامه أن الإنسان الكامل هو الله؛ وأن مكانه من الذات الإلهية مكان الزوجة من زوجها ونحو ذلك.
كذلك استضافوا “عتاولة” الجمهوريين .. من أمثال د. النور حمد؛ و د. أحمد المصطفى دالي .. وبالمقابل لم يكن هناك صوت قوي يناهض الفكر الجمهوري؛ جاءوا بأشخاص ينتقدون الفكرة وهم غير متعمقين في علوم الشرع .. حيث أخطأ بعضهم في الآيات؛ وفي نطق مصطلح القوامة؛ كما أنهم ليسوا متعمقين كذلك في الفكر الجمهوري .. إذ قال أحدهم إن محمود لم يقل إن الشريعة ليست صالحة للقرن العشرين … في حين أن محمود قال هذا في عنوان أحد كتبه وليس في صفحات داخلية.
الحلقة في تقديري لم تكن منصفة في تقديم الفكرة للمشاهد؛ حيث قدمتها في ثوب بهيج؛ وأعطت خلاصات بدلا من أن تطرح أسئلة.
عندما شاهدت الحلقة قفز ذهني إلى حلقة “في سبع سنين” تلك التي كانت حول مناقشة انتشار الإلحاد وأثارت جدلا واسعا وأظهرت تبريرا فطيرا للإلحاد .. وكانت من إنتاج الجزيرة أيضا .. ترى ما الهدف من هذه الوثائقيات المنحازة ضد الفكرة الإسلامية الصحيحة .. يقيني أنه ليس في الإعلام حياد؛ ولا يصرف فيه درهم إلا بهدف؛ وأن قناة الجزيرة فيها من يؤيد الفكرة الإسلامية الصحية وفيها من يعارضها؛ وأن إدارتها سعيدة بهذا التنوع .. تمسّح وتكتّح .. لكن فقط أسأل: ما المصلحة؟
نزار محمد عثمان
https://www.facebook.com/nizar.web/posts/10157615269101997