حقيقة لا أعلم أين هذا الأنموذج الكهنوتي الذي تحذرنا منه توكل كرمان وغيرها من العلمانيين العرب؟
أين في الدول المسلمة المعاصرة كلها هذا الأنموذج الذي تحكمه المشايخ باسم الدين ويظلمون الناس باسم الدين كما كانت تفعل الكنيسة الأوروبية قديما؟
أين في تاريخ الإسلام هذا الأنموذج الذي يدّعون أنه يشبه ما كان في أوروبا من تغول الكنيسة وسيطرتها على أمور الحكم؟
كانت لدينا دول حَكَمها خلفاء وملوك بمرجعية إسلامية في التشريع أو في السياسة ولكن لم يحكمها رجال الدين ولا تغولوا على الناس بسلطة إلهية منحهم إياها الرب كما في المسيحية الأوروبية!
وكل الدول المسلمة المعاصرة يحكمها رؤساء أو ملوك بمرجعية علمانية بحتة.. ولا وجود للشريعة كمرجعية في التشريع إلا في بعض قوانين المعاملات.. ولا وجود للشريعة كمرجعية سياسية في أي دولة مسلمة على الإطلاق!
فقط يردد علمانيو العرب ما قاله علمانيو أوروبا في عصر النهضة دون تدبر ولا تفكر ولا أي خلفية دينية ولا تاريخية ولا ثقافية.. ببغاوات امتلكوا منابر عالية وأقلام رخيصة تُنفِق عليهم الأنظمة الجائرة العميلة وتكافأهم مؤسسات النظام الدولي!
هيثم خليل