قال: أشتهي مرضًا يقهرني بنفسه على ترك ذنبٍ أشقاني؛ بعدما خارت قُوَى نفسي.
اللهم هذا عبدك قد بلغ حبُّك في قلبه اشتهاءَ مرضٍ زاجرٍ يردَعُه عما تكره، يَمْقُت عصيانك وإن غلبته نفسُه وهزمه شيطانُه وصرعه هواه؛ حتى آثر ضِيق سَقَمٍ يقرِّبه منك على سَعة صحةٍ تبعده عنك.
اللهم لو شئتَ جعلت مصيبته في محبتك فذهبت بها؛ لكن سبقت رحمتُك غضبَك وغلب حِلمُك مؤاخذتَك فلم تفعل ولك الحمد؛ فبحق رحمتك وحِلمك وما بينهما من جمالٍ في نفسك؛ إلا أغثتَه.
اللهم بصِّره بأسباب غفرانك ورضوانك، وأعنه عليها، واحفظه بينها ما أبقيته، وأنزل على أرض قلبه التي أجدَبَت -إلا من رجائك- ماءَ متابِك؛ فإذا أصابها اهتزَّت ورَبَت وأنبتت من كل قُرْبٍ بهيجٍ.
يا حبيبي؛ أَولى لك اشتهاءُ رأفة الله المنقذة من اشتهاء علَّةٍ مكرِهةٍ فأَولى، ثم أَولى لك اشتهاءُ رحمة الله المُسْعِفة من اشتهاء داءٍ مخضِعٍ فأَولى؛ ما أوسع رحمة الله عند عارفيها وما أدناها من طالبيها!
حمزة أبو زهرة
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=936396480096957&id=100011798400498