قبل 6 أشهر فقط لو أخبرك أحدهم أنك سترى الناس في الدول التي صعدت إلى القمر تتقاتل على مناديل الحمامات في المتاجر، وسترى الدول الأوروبية تسطو على السفن المحملة بالأقنعة والكحول الطبي، وسترى ترامب صاحب سياسة إغلاق الحدود وبناء جدران يطلب المساعدة من بقية الدول، وسترى من كان يظن أنه يستطيع السفر للعلاج في أي مكان بالخارج لا يدري أين يذهب الآن، وأن ملايين البشر في بيوتهم لا يستطيعون الخروج منها، وأن الطواف حول الكعبة سيتوقف وأغلق المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومنعت صلاة الجمعة وصلاة الجنازة أصبحت فقط في المقابر، وأن جميع دوريات العالم والحفلات والمؤتمرات والرحلات قد ألغيت، وأن أسرة العناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي أهم من ترسانات الحروب.. فهل كنت ستصدقه؟
أحيانا الاستغراق في التفاصيل يجعلك لا ترى الصورة الكاملة، والفزع من الأخبار يجعلك لا ترى معنى لما يحدث.
لكن لو لم تشعر اليوم بمعنى ” لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ”، ومعنى “وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا”، ومعنى “وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا”، ومعنى “وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ”، ومعنى “وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا”.. فمتى ستشعر بهم؟
إذا لم نفهم اليوم أن صحتنا وحريتنا ونمط حياتنا كلها ليست أشياء عادية ومضمونة وربما نحرم منها بدون مقدمات.. فمتى نفهم؟
منقول بتصرف من حساب: محمد ممدوح عبدالباري
https://www.facebook.com/Dr.Moha.M/posts/10221689797015538