انتهى الرد “القاسي” الإيراني على مقتل سليماني كما قال وزير الخارجية الإيراني الأمس، واليوم يقول نائب الرئيس الأمريكي: إن إيران أبلغت مليشياتها بعدم تنفيذ أي عمل ضد أهداف أمريكية، ثم قال: نحن اليوم أكثر أمنا مما كنا عليه قبل أن يأمر ترمب بقتل سليماني!
ومنذ قليل أعلنت رويترز أن ترمب تراجع عن أي عمليات عسكرية ضد إيران، ونقلت عن ترمب قوله: إن الصواريخ الباليستية الإيرانية التي أطلقت في الساعات الأولى من صباح الأربعاء لم تسبب أي خسائر أو أضرار محدودة، وقال أيضا: إن إيران تبدو وكأنها تتراجع، وهو أمر جيد لجميع الأطراف المعنية!
فيبدو أن الصواريخ الباليستية – التي خرجت بتنسيق مسبق مع الولايات المتحدة – لم تسقط “الهيبة” الأمريكية كما زعم محللون بارعون اشتهروا بالعمق في تحليلاتهم، ولكنها أظهرت “الخيبة” الإيرانية أمام العالم، وأن المصالح المشتركة بينها وبين الأمريكان – مثل اقتسامهم ثروات العراق وحربهم ضد “الإرهاب” – أهم وأكبر من مقتل سليماني!
ثم إن الشعب الإيراني أخيرا توحد خلف قادته، وهدأت الاحتجاجات الشعبية، فيا له من مكسب “غير متوقع”، ثم إن ترمب ازدادت شعبيته قبل انتخابات الرئاسة هذا العام، فيبدو أن الجميع – ماعدا الطيبين – قد خرجوا فائزين!
أعتقد أن الأحداث الأخيرة قد أظهرت طبيعة العلاقة الأمريكية الإيرانية، وأن دعم إيران للمقاومة يصب في النهاية لدعم استقرار المنظومة الدولية، لأنها مقاومة محدودة بقوانين وأطر تتحرك من خلالها، ويحصل قادتها على تأشيرات وتنقلات رسمية مثلهم مثل قادة الدول، وأنه بكل تأكيد وجود مقاومة بهذا الوصف خير من مقاومة لا تأبه بأي قوانين، وتعمل خارج هذه الأطر!
رحم الله الشعوب التي قضت نحبها، وهُجرت من ديارها، ونُهبت ثراوتها على يد “سليماني”، والمليشيات الإيرانية!
هيثم خليل