يقول إمام المحققين ابن القيم-رحمه الله-:
(المواساة للمؤمن أنواع:
مواساة بالمال، ومواساة بالجاه، ومواساة بالبدن والخدمة، ومواساة بالنصيحة والإرشاد، ومواساة بالدعاء والاستغفار لهم، [ومواساة بالتوجع لهم]، وعلى قدر الإيمان تكون هذه المواساة، فكلما ضعف الإيمان ضعفت المواساة وكلما قوي قويت وكان رسول الله أعظم الناس مواساة لأصحابه بذلك كله فلأتباعه من المواساة بحسب اتباعهم له).
وكلما خَفُتَ التوجع لمصائب ومآسي المسلمين آحادهم ومجموعهم كلما دل ذلك على ضعف في إيمان المسلم، وإن كان كثرة المصائب تُخمِل التفاعل والتوجع لاعتيادها، لكن الواجب على المسلم أن يجاهد نفسه على دفع هذا عنه، وأن يكون حي القلب يتوجع لإخوانه توجعًا لا يقعده عما فرضه الله عليه.
كما لا ينبغي أن يكون حظ المؤمن من المواساة هو مجرد التوجع مهملًا باقي الأنواع التي هي أهم من توجع مجرد لا يصحبه عمل.
دع من لا يبالي بشأن أخيه المسلم فلا كلام معه، و(من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)= معناه صحيح.