ترويج الدحيح للمقولات الإلحادية كان واضحًا جدًا للمهتمين بالحالة الإلحادية في العالم العربي، وللأستاذ محمد شاهين فديوهات مبكّرة وكثيرة في بيان مآل كلامه، ولكن كان هذا الحديث يواجه بالاستخفاف بسبب الضحالة المعرفية لعامة شبابنا الذي لا يرى الدعوة إلى الكفر إلا في صورة إنسان يسبّ الإسلام بالاسم أو يسجد لصليب..
للأسف الشديد لم يكن للغشاوة أن تبدأ في الانقشاع إلا متأخرًا مع دخول الدكتور إياد قنيبى الساحة، وحديثه الصريح في الموضوع بالصوت والصورة.. وعندها بدأ الشباب في التعليق على الصفحات في التحذير من هذا الخط الإلحادي المدعوم من (جهة ما) داخل قناة الجزيرة بتبني فريق الدحيح الذي يبلغ عدد أفراده قريبًا من عشرة أشخاص (وهو فريق ضخم)، ولا أدري هل سيتحدث د. إياد عن برنامج “السليط الإخباري” أيضًا، وهو برنامج مدعوم أيضًا من الجزيرة ومشاهداته تكاد تكون مليونية كل مرّة، فهو في رأيي أعظم خطرًا من برنامج الدحيح لأنّه يصرّح -بوضوح لغير العمي- بمفاهيم ردّ الأحكام الشرعيّة والسخرية من الدين في صورة الاستهزاء بالشيوخ (مع إظهار احترام الإسلام من “بطله” النصراني الأردني، وبهارات الدفاع عن فلسطين واللازم منه -كما يُقال-)..
الدحيح فضح واقعنا شر فضيحة.. مئات الآلاف من الشباب يشاهدون برامجه أسبوعيًا، ويتشرّبون الإلحاد دون وعي؛ لتبقى الخطوة الأخيرة هي خروج المعاني الإلحادية من أعماق النفس إلى سطح الوعي..
لا أستغني هنا عن تكرار ما أقوله دائمًا: الإشكال ليس في الطرح الإلحادي؛ فهو هزيل، وإنّما الإشكال : غياب المناعة الإيمانية في بيئة منظومتها التعليمية والإعلامية تقوم على صناعة “مسلم جغرافي” لا يَعرف عن دينه إلا انتماء الأرض والدم..
سامي عامري