عندما أقام الإمام صلاة الجمعة اليوم انتبهت إلى أمر شغل ذهني عن الصلاة، وهو كيف أنّ المصلّين يسدّون الفراغات فور انتظام الصفوف، فعندما يكون هناك فراغ في الصف الأمامي يأتي أحدهم من الخلف ليسدّ ذلك الفراغ بصورة تلقائيّة دون أن يطلب منه أحد ذلك، يفعل الأمر دون أن ينتظر فتوى ولا رأيًا من أحدهم، يفعله دون تفكير أو تحليل أو استنتاج، ودون شنشنة وتفيقه وجدال وأخذ وردّ.
الأمر الذي شغل ذهني أكثر: لو كلّ مسلم رأى ثغرًا في الإسلام فسدّه وحده كما يسدّ الفرجات بين المصلّين فكيف سيكون حالنا؟ لو سدّ مسلم ثغرة العلم وآخر ثغرة المال وآخر ثغرة التقنية وآخر ثغرة الدعوة وآخر وآخر وآخر كلٌّ وفق إمكاناته فهل كنّا سننتظر من السارق أن يردّ لنا المسروقات أو حتّى أن يفكّر في سرقتنا؟
ليفكّر كلّ واحد منّا بالعقليّة ذاتها التي تدفعه إلى سدّ الفرجات في الصفوف، تلك العقليّة الفطريّة التي تجعله يشمئز من وجود فرجة بين مُسلمَين، وتأبى عليه نفسه أن يكون صفّ المسلمين مخلخلًا، فيسدّ أيّ ثغرة يجدها دون أن يرجع إلى أحد أو يطلب من أحد أو ينتظر أحدًا.
عماد بن كتوت
https://www.facebook.com/EmadBinKatout/posts/2589271907750875