كتبه مصطفى الشرقاوي بتاريخ 22 فبراير 2019
قال الله تعالى: (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين).
متابع للمعركة الخاسرة التي يخوضها البعض في مواقع التواصل الاجتماعي حول السلمية والجهاد
صاحب السلمية المنهزم نفسيا يبرر فشله فيتهم المجاهد بتخريب المدن وتضييع رعيته وعدم حمايتهم ويشمت بكل مصيبة تحل بهم.
وبعض أنصار الجهاد على مواقع التواصل يتعالون على أصحاب السلمية ويتهمونهم بتضييع أنصارهم وقتلهم بلا ثمن وفي كل مصيبة يشمتون بهم بل أحيانا يحملونهم أيضا مسئولية ما حل بهم من قبل عدوهم بحق أو بدون حق!
حاولت الصمت كثيرا على هذه المعركة لكن ضروري أذكر الجميع بحقيقة واحدة وهي: أن فشل مسار السلمية والتنكيل بأنصارها، وإفشال مسار الجهاد عبر سياسة الأرض المحروقة سببه أننا ضعفاء نواجه قوة إجرامية غاشمة لا تلتزم بأخلاق الحروب إذا قاتلتك، ولا تقدر سلميتك واستسلامك بل تستغل ذلك للتنكيل والانتقام!
نحن في حالة أشبه ما تكون بانتظار المعجزة وقد رأينا كل الطرق تؤدي إلى نتيجة واحدة وهي التنكيل والقتل مع الفارق طبعا بين الأطراف وتفاوت درجات الحق بينهم.
نعم الباطل الآن في قمة انتفاشه والحق في قمة ضعفه ونحن نتنازع فيما بيننا عن سبب قتلنا ونتهم أنفسنا ونترك المجرم الحقيقي.
إخواني الكرام: يجب علينا في ظل هذه المصائب المتتالية أن نركز سهامنا على العدو الأكبر وأن نجرب ولو لمرة الاعتصام بحبل الله بعد أن جربنا الفرقة والاختلاف!
هل نستطيع ذلك؟
نعم نستطيع ذلك وإلا لماذا يأمرنا الله بشيء مستحيل؟
من وجهة نظري المتواضعة يمكن تحقيق ذلك عندما تتخلص جميع الأطراف من أسباب الشقاق وتتطهر الصفوف من المنافقين والمنتفعين وتركز على الأولويات وينتهي خطاب الفرقة وبعدها سيكون النصر حليفنا بإذن الله.
التفاصيل والآليات في ظل هذا التنافر الفكري يحتاج إلى تنازلات من جميع الأطراف ونبذ خطاب التعالي والبعد عن الشماتة وإلقاء اللوم على الضحية، ثم الاجتماع على هدف واحد وهو نصرة الإسلام ومواجهة العدو الصريح الذي يقتلنا جميعا.
أعلم أن المسألة معقدة وعويصة لعوامل كثيرة حدثت خلال السنوات الماضية لكن كما قلت ليست مستحيلة ولن يأمرنا الله بالمستحيل ولابد من جيل جديد يحقق هذه المسألة.
والله المستعان
https://www.facebook.com/mostafajournal/posts/372126190290039