عندما أرسل الرسول عليه الصلاة والسلام أصحابه إلى الحبشة قال لهم(إِنَّ بِهَا مَلِكًا لا يُظلَمُ عِنْدَهُ أَحَدٌ، وَهِيَ أَرْضُ صِدْقٍ) لكن:
-هل أرسل عليه الصلاة والسلام كتاب شكر إلى النجاشي مطرّزًا بعبارات الثناء والمديح لحمايته للمسلمين؟
-هل ورد عنه عليه الصلاة والسلام أو عن أصحابه القول إنّ أخلاق بعض( الكفّار) أحسن من أخلاق كثير من المسلمين؟
-هل ورد عن الصحابة رضي الله عنهم أنّهم ملؤوا مجالسهم وميادينهم بمدح النجاشي والثناء على فعله؟ بل هل ورد أثر واحد عنصحابي واحد يُثني فيه على صنيع النجاشي؟
-أمضى الصحابة الذين هاجروا الهجرة الأولى إلى الحبشة ما يقارب الخمسة عشر عامًا فيها، وكان آخرهم رجوعًا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ومن معه، فهل هناك أثر واحد عن أولئك المهاجرين يثنون فيه على معاملة الحبشيين وأخلاق الحبشيين وإنسانيّة الحبشيين وحسن معاملة الحبشيين رغم إقامتهم بينهم تلك المدّة الطويلة؟
-هل عندما عاد المهاجرون أمرهم الرسول عليه الصلاة والسلام بإخبار المسلمين عمّا لقوه من الحبشيين من حسن معاملة من باب( من لا يشكر الناس لا يشكر الله)؟
الخلاصة: أثنى الرسول عليه الصلاة والسلام على عدل النجاشي وفقط، ولم يتعدّ الأمر إلى ملء الدنيا ضجيجًا بما فعله النجاشي والنجاشيّين، لذلك فإنّ جعل ذلك الثناء بوابة لمدح الكفّار وموالاتهم ومحبّتهم وتفضيلهم على المسلمين أمر لا يسلم لأصحابه، ويفتح لهم باب شرٍّ عظيم.
د. عماد بن كتوت