أمريكا تدخلت سريعاً في الثورة السودانية ، ونقلت الحكم إلى رجل السودان القوي والحاكم الفعلي للسودان من أكثر من خمس وعشرين سنة ؛ الفريق صلاح قوش رئيس المخابرات السودانية لأكثر من عشرين سنة ، والذي كان أحد أعضاء الاخوان المسلمين في شبابه ، وقد لمع نجمه بعد ثورة الانقاذ في السودان سنة 1989 وترقى في المناصب الأمنية – رغم كونه مهندساً – حتى أصبح رئيس المخابرات بسبب علاقاته الوطيدة مع الغرب.
صلاح قوش حاول الانقلاب على البشير سنة 2012 بدعم أمريكي ولكن موجة الثورات العربية أفشلت المخطط ، وتم القبض عليه وأودع السجن ، وبعد ضغوط غربية كبيرة على البشير ، وتغير مسار الأحداث في المنطقة بانقلاب 3 يوليو في مصر ، أطلق البشير سراحه ، ثم أعاده إلى منصبه في فبراير 2018 ، لعب قوش منذ بداية الثورة الشعبية في السودان نفس دور عمر سليمان في ثورة يناير ، واليوم انتهت الصفقة السودانية بإعلان الفريق صلاح عبد الله قوش إن الرئيس السوداني عمر البشير سيوقف إجراءات تعديل الدستور الخاصة بترشحه لدورة رئاسية جديدة.وأن البشير يعتزم التخلي عن منصب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم ، بعد أن حصل على ضمانات بخروج آمن وألا يلقى مصير صالح أو القذافي أو بن علي ، قوش سيستلم مهام رئيس الوزراء ، وبهذا يستلم الجيش والمخابرات إدارة السودان ، ويتوحد وادي النيل تحت حكم العسكر والمخابرات التابعة لأمريكا ، وما حدث في مصر في عامين ونصف ، تم اختصاره سودانياً في بعضة أسابيع .
شريف عبدالعزيز