بمناسبة واقعة جلد الشاب والفتاة في إقليم باندا آتشيه بإندونيسيا سأحكي لكم بعضا مما رأيته هناك منذ عامين تقريبا.
أولا إندونيسيا ليست قطعة واحدة وأحوال المدن هناك مختلفة من حيث الدين والأخلاق والحياة المادية والاجتماعية .. فمثلا تشتهر بالي وجاكرتا بالدعارة والخمور والفجور بينما هناك بعض المدن التي تشتهر بالطبيعة وهي نوعًا ما قريبة من الحياة الريفية مع الالتزام الديني المتوسط ومنها تلك المنطقة التي تنشغل بها الصحف اليوم.
ذهبت إلى هذه المنطقة (باندا آتشيه) وما رأيت فيه إلا الخير والحياة الرائعة وابتسامة الناس وحرصهم على الدين وبساطة معيشتهم، وسبحان الله هذا المكان قبل تسونامي 2004 كان مرتعًا للفجور والزنا والخمور والعري وأكيد سمعتم عن أهوال هذا الإعصار المدمر الذي أدى إلى مقتل مئات الآلاف آنذاك!
لقد تحدثت مع الناس هناك حول هذا التغيير الهائل الذي حل بهذه المنطقة فقالوا لقد رأينا الآيات بأعيننا ورأينا غضب الله ونحاول أن نتذكر ذلك دائما كل ليلة في صلاة المغرب والعشاء عبر الدعاء والتضرع إلى الله لأنه كلما نسينا كلما قصرنا وإذا عدنا نخشى أن يغضب علينا الله مرة أخرى خصوصا أننا نرى في مناطق أخرى الأعاصير المدمرة على الرغم من أن منطقتنا هي الأشد خطورة وعرضة لذلك لكنها بفضل الله هي الأقل تضررًا!
ولذلك فإن الأجيال الحالية تخشى من نسيان الناس مع مرور الزمن وعودتهم إلى ما كانوا عليهم قبل الإعصار.
ومن يرى بلادنا العربية وخصوصا بلاد الحرمين وما يحدث فيها من تغيرات إلى الأسوأ فإنه يدرك أن عقاب الله قادم لا محالة وأنهم يجربون المجرب ولا حول ولا قوة إلا بالله وياليتهم يأخذون الموعظة من هؤلاء.
إقليم باندا آتشيه المذكور يتمتع بحكم ذاتي يختلف قليلا عن باقي مناطق إندونيسيا وفيه قوانين صارمة تمنع الخمور والأفعال الفاضحة والدعارة وفيه العديد من الأماكن السياحية الرائعة لكنه (وبفضل الله) بسبب الهجمة الإعلامية الغربية والتخويف من الإسلام لا يذهب إليه إلا من كان يبحث عن السياحة بدون عري وفجور وبالتالي فإن أعداد السياح هناك قليلة ومظاهر العري والتفسخ محدودة جدًا مقارنة بجاكرتا وبالي وباندونج وبوجور!