قالت: هذه المجتمعات الشرقية تهول على الفتاة إذا زنت بما لا تفعل ربعه مع الشاب!.
قلت: ذاك لاختلاف الحال بين الفتى والفتاة، وإن كانت الجريمة في دين الله سواء، وعقابها واحد، وهي كذلك في القلوب المؤمنة تراها بذات الجرم وتمقتها ذات المقت، ولكنها في النفوس تختلف وقعاً باختلاف أحوال الفاعلين.
فإن الجنسين في تعاملهما مع قضاء الوطر يختلفان وجداناً ونفساً وإن كان الفعل متحد، فالرجل يأتي الأنثى ببعضه لا بكله، فيأتي بجسده ورغبته وذاك سهلٌ عليه، بينما تأتي الأنثى للرجل بكلها لا ببعضها، فتأتي بقلبها وشعورها قبل رغائبها وذاك عسيرٌ عليها، ومنه كانت حكمة الحكيم العليم إذ أباح للرجال من التعدد مالم يبح للنساء، فإن استحضرت هذا الأمر في حساباتك لعواقب الزنا سترى أن في نظرة المجتمع المختلفة للفعل عينه وجهة نظرٍ تستحق التأمل.
إن تلك الفتاة التي تدنست بالزنا لم تكسر حاجزاً أو حاجزين، بل حرقت مراحل كثيرة من الأخلاق والسلوكيات حتى وصلت لمنتهاها فأسلمت جسدها مع مافيه من مخاطرةٍ بحملٍ سفاح، ولا يكون دافع ذاك إلا من عشقٍ مجنونٍ أورثها حالةً قلبيةً مشوهة، أو من تحللٍ ومجون أسلمها لحالةٍ نفسيةٍ متهتكة، بينما قد يتلطخ الشاب بدنس الزنا دون مخاطرةٍ تعقبه، ودون أن يضطر لحرق كل مراحل الأخلاق في أعماقه، فتسرقه النزوة سرقة الجسد ولها لاشك سوادها وشؤمها وأثرها ولكنه أثرٌ يمكن الإحاطة به.
ولا نبرر أو نهون جرما؛ بل نفسر تباين انعكاس الجرم على النفوس، وهيهات هيهات أن يهون؛ إن كان عند الله عظيم.
عبدالله الزهراني