قد ينشغل الإنسان بمعالجة العَرَض لا المَرَض فيضيع من عمره وقتا ثمينا بلا جدوى.. هكذا يفعل بعضنا أمام بعض مشاكل الحياة الحديثة!
بعضهم مثلا انشغل بإنكاره على النساء نزولهن للعمل، وهذه مسالة ظهرت بشكل كبير في الدول المسلمة مؤخرا، فكثير من النساء تعمل بما في ذلك الملتزمات بدينهن.. وهو ما يجعل البعض ينكر عليهن خصيصا، حيث لا يرى أن عمل المرأة جائز، أو ربما يكتفي بإنكار الاختلاط في المواصلات والعمل!
حسنا.. العرض هاهنا الذي شغل بعضهم هو نزول المرأة للعمل.. بينما المرض موجود أصلا في تلك النظم الاقتصادية الرأسمالية الجائرة المهيمنة على أغلب العالم.. تلك التي تنتصر لأصحاب رؤوس الأموال الضخمة.. بينما يعيش الغالبية في مطحنة العمل والإيجارات والصحة والتعليم والفواتير وتوفير النفقات الأساسية للحياة!
النظم التي تحكم العالم هي في أغلبها تخدم بشكل كبير أصحاب الشركات والمؤسسات الكبرى والمسؤولين في الدولة ممن وضعوا أيديهم على خيرات البلاد.. حتى أنه في تقرير صُدر حديثا من الأمم المتحدة فإن أكثر من نصف ثروات العالم في يد 1% فقط من سكان الكوكب.. فلك أن تتخيل مقدار الظلم الذي نتكلم عنه!
حتى في الدول التي حققت معدلات رفاهية عالية لسكانها؛ فأنظمتها شديدة القسوة فيما يتعلق بالضرائب، فالحكومة السويدية مثلا تفرض 61% ضريبة على دخل الفرد.. صحيح تقدم خدمات جمة ولكن ليس بالمجان.. ولا عجب أنها من أكثر دول العالم في معدلات الانتحار وفي معدلات هجرة السكان.. وبالتأكيد للأمر عوامل أخرى مختلفة!
إلا أن المرض الرئيس الذي نعاني منه هو غياب الوحي عن حياة البشر.. الوحي الذي أنزله مَن يعلم مَن خَلَق وهو اللطيف الخبير.. الوحي الذي وَضع للناس ما يناسبهم من تشريعات تأخذ من الغني وتعطي الفقير، وتعتني باليتيم والمسكين وابن السبيل.. الوحي الذي كَرّم الإناث قبل الذكور، وكلف كل جنس بما يليق وبما يطيق!
الحديث قد يطول في هذه المسألة.. ولكن إذا علمت الداء ربما قَصُر الطريق في البحث عن الدواء.. اقصد البحرَ وخَلّ القنوات.. وابتعد عن المُسكنات والمُهدئات والمُخدرات!
هيثم خليل