وكأن فتنة الإسلاميين بالديمقراطية في هذا الزمان كفتنة بني إسرائيل عندما نجاهم ربنا من فرعون وقومه فعبدوا بعدها عجلا جسدا له خوار!
فكأنما العجل هو ذلك النظام الذي جعل السيادة للناس يشرعون ويحكمون بالأحكام التي وضعوها بأيديهم مخالفة للوحي متوهمين أنهم سيصلون بها إلى مراد الله!
بينما الحق أنهم لم يُحرِّموا بها أمرا واحدا حَرَّمه الله.. ولم يقفوا عند حد واحد في كتاب الله.. ولم يعملوا بحكم واحد من أحكام الله.. ولا حتى في الأحوال الشخصية ولا في أقل من ذلك.. متمسكين بديمقراطيتهم كبني إسرائيل عندما تمسكوا بالعجل منبهرين بالخوار الذي يدخل من دبره ويخرج من فيه!
فكأنما هذا الخوار هو ما رأوه من إنجازات دنيوية مبهرة جعلوها معيار الفلاح في الآخرة.. ولو كان الحق يقاس بالإنجازات الدنيوية لكان اليابانيون – مثلا – هم أهل الحق في هذا الزمان.. وإن عبدوا بوذا.. وإن ألحدوا بالله وآياته ورسله!
ولكنه الهوى يفعل أكثر من ذلك!
فإن جاءهم رجل يقول لهم ما قالته الرسل جميعهم لقومهم: (يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) لاتهمه هؤلاء بأنه يعطل مسيرة التنمية.. ويشوش على منهج “التدرج التراكمي البطيء لإقامة الدين”.. ويهدد استقرار النظام الديمقراطي الذي يسمح بحرية الشذوذ والإلحاد.. ولكنه لا يسمح ولا يسمع ولا يحب الناصحين!
هثيم خليل