بعد مشاهدتي لحلقة الشيخ أمين الأنصاري، التي كشف فيها إنكار محمد شمس الدين لبعض أسماء الله عز وجل، وجدت نفسي غارقًا في خواطر لا تهدأ، كأنها زوابع تتصارع في داخلي.
كيف لرجل يتصدر مشهد الدفاع عن العقيدة ويقف في صفوف الغلاة أن ينكر أسماء وردت في كتاب الله وسنة رسوله!
إليكم الحلقة وسأكتب بعدها بعض الخواطر المختصرة
في الماضي، كنت أرى أن غلوَّ محمد شمس الدين إنما هو نتاج التعمق والتدبر في أسماء الله وصفاته واهتمامه البالغ بها، بيد أنني، مع مرور الأيام وتوالي الشواهد، أدركت يقينًا أن الرجل يجهل أبسط المبادئ والأسس في هذا الباب الجليل بل لا يهتم به أصلا وإنما اتخذه وسيلة للمناكفات والصراعات وإشغال الأمة وإسقاط رموزها.
فهو، من جهة، يتشدد في إثبات بعض الصفات الخبرية، حتى لو لم ترد بنصٍّ ثابتٍ في القرآن والسنة، بل يتمسك بحديث ضعيف أو أثر مهزوز، ويدافع عنها كأنها من صلب الدين ومن خالفه شنع عليه واتهمه بالبدعة وربما الكفر.
ومن جهة أخرى كما شاهدتم في هذا الفيديو -غالبا سنرى المزيد-، ينكر أسماء الله التي وردت في الكتاب والسنة، تلك الأسماء التي جاءت صريحة وصحيحة وذكرها العلماء في كتب العقيدة، كأنما يسعى لهدم ما استقر عليه أهل السنة والجماعة، بل وصار يستدل على الخلاف فيها بعلماء يعدهم جهمية أمثال ابن حزم وابن العربي المالكي!
حين استعرضت أرشيف كتاباته ومقاطعه في السنوات الماضية، لم أجد اهتمامًا حقيقيًا منه بأسماء الله عز وجل، ولم أره يسعى لتحبيب الناس في هذه الأسماء أو دعوة الناس إلى التعبد بها.
بل على النقيض، جعل من بعض الصفات التي خالف فيها الأشاعرة أهل السنة، سلاحًا لتصفية الحسابات، وساحةً لإطلاق التهم بالتبديع والتكفير بحق العلماء بعد أن صار منهجه ومحور حياته تتبع زلات الأئمة والعلماء السابقين.
واليوم، بعد فضيحته المدوية، يتجلى لنا درسٌ بليغ؛ أن لا نشمت بزلات العلماء، ولا نلقي بالتهم على من يخالفنا بأنهم لا يعرفون ربهم.
ها هو محمد شمس الدين، الذي طالما كان يردد هذا الكلام ويطعن في أعراض العلماء ويشكك في دينهم، قد ثبت بالدليل القاطع أنه هو الذي لم يعرف ربه معرفةً حقيقية!