رسالة إلى فرقة المداخلة والحدادية:
اتقوا الله في أنفسكم وفي الأمة التي باتت تنزف جراحًا بسبب تفرقها وخصوماتها.
أما آن الأوان أن تكفوا ألسنتكم عن العلماء والدعاة الذين نذروا حياتهم للدعوة إلى الله في الغرب، حيث الأرض الوعرة والبيئة التي تشتد حاجتها لمن يحمل لواء الإسلام؟
إن الطعن في نوايا هؤلاء الدعاة الذين يسعون لنشر رسالة الإسلام بكل ما أوتوا من جهد، هو أمر لا يليق بمن يزعمون أنهم من أهل العلم، وله عواقب وخيمة على الأمة جمعاء.
لقد فاحت رائحتكم في بلاد العرب، وطعنتم في الدعاة والعلماء كأنما أصبحتم جلادين لهم، ومارستم معهم الوشاية حتى سجنتم بعضهم وأسكتم آخرين، ومن بقي منهم لم يسلم من حروبكم الشعواء التي لا تفرق بين حق وباطل، ولا بين صدق وكذب. أفلا تتفكرون في عاقبة ما تصنعون؟ أنتم بذلك لا تهدمون أشخاصًا بل تهدمون الدعوة نفسها، وتغلقون أبواب الهداية في وجوه من ينتظرون من يحمل إليهم نور الإسلام.
فاتقوا الله، وعودوا إلى رشدكم، قبل أن يكون الهدم الذي تصنعونه هو هدم لأنفسكم قبل أن يكون هدمًا للدعاة.
يكفيكم خذلان قضايا الأمة وتخاذلكم عن نصرة الحق.
لقد وقفتم سدًا منيعًا ضد كل من رفع لواء الدفاع عن المسلمين، بدل أن تكونوا درعًا لهم.
أين أنتم من آلام الأمة وجراحاتها؟ بدل أن تكونوا نصيرًا لقضايا المسلمين، أصبحتم خصومًا لكل من يسعى لنصرتهم.
فما أعظم خيبتكم، وما أشد وطأة موقفكم على هذه الأمة التي لا تحتمل مزيدًا من الانقسامات والخذلان.
سالم الطويل يشكك في الدكتور ذاكر نايك وعبد الرحمن دمشقية يتهم محمد حجاب بالتشيع، وكل ذلك بلا دليل إلا القيل والقال، والظن الذي لا يغني من الحق شيئًا.
نعم، لا ندعي عصمة هؤلاء الدعاة، ولا نقول إنهم لا يخطئون، ولكن الساحة الدعوية في الغرب في أمسّ الحاجة إلى من يقف فيها ويوجه الناس إلى نور الإسلام.
ألسنا بحاجة إلى كتائب من الدعاة في الغرب؟ أليست الساحة الدعوية هناك تفتقر إلى القدوات والعلماء؟ هل الحل هو إسقاطهم وإضعافهم في وقت نحن في أمس الحاجة إليهم؟
ثم أين سنجد الداعية المعصوم من الخطأ، الذي يتبع هذه الجماعات ويسهم في الدعوة كما ينبغي؟
هل من العقل أو من الحكمة أن نهدم من حملوا على عاتقهم أمانة الدعوة في ظروف بالغة الصعوبة؟
حتى بعض الدعاة الذين كانوا يعملون في الدعوة إلى الله بمجرد اعتناقهم للفكر المدخلي صار حربًا على إخوانه الدعاة وتفرغ لإسقاطهم! ما هذا العبث؟!
إن هذه الحرب التي تشنونها على الدعاة والعلماء العاملين في الغرب هي حرب على الأمة بأسرها، وعلى مستقبل الدعوة الإسلامية.
سالم الطويل لم يُشبع شغفه بإسقاط العلماء والدعاة من خلال سجنهم أو إسكاتهم خلال السنوات الماضية، والآن يسعى لإسقاط من أفلت منهم أو يعمل في بيئات لا يستطيع التحكم فيها والوشاية بهم.
عبد الرحمن دمشقية، بعد أن طعن في العلماء وكفّرهم وصار حربًا على أهل السنة، الآن يبحث عن الدعاة في الغرب ليكمل مسلسل الطعن والتشكيك.
المشكلة أن اتهامات هؤلاء كلها مبنية على سوء الظن والفهم الخاطئ والتهم الفارغة بدون دليل فهل يسقط الناس بهذه الطريقة الحمقاء؟
إن الأولى بالسقوط هو أنت يا دمشقية، بعد أن جحدت حسناتك الماضية وانقلبت على إرثك ورصيدك الدعوي، وما خطته يداك في كتبك. لقد تبدلت اليوم من صاحب موقف ودعوة إلى عبدٍ مطيع لمحمد شمس الدين وغلمان الحدادية الذين لا شغل لهم إلا تسديد السهام إلى صدور العلماء والدعاة، بدل أن يكونوا عونًا للإسلام والمسلمين.
أي سقوطٍ أعظم من أن تخون ماضيك وتتبرأ من حسناتك السابقة واحترامك للعلماء والنقل عنهم، وتتحول إلى أداة في يد غلمان لا يعرفون إلا الهدم والتشكيك؟
يا سالم الطويل، إذا كنت لا بد متهمًا أحدًا في ذمته المالية، فلتبدأ بمن يتكسب من الدفاع عن الحكام والتطبيل لهم بلا خجل.
سبحان الله، الحكام يرتكبون الموبقات ويأتون بأفعال الكفر، ولا نجد منكم إلا الدفاع عنهم، بينما تسارعون في إسقاط داعية لأنه قال كلمة لا تعجبكم أو ظهر في صورة مع شخصية لا تعجبكم!
اتقوا الله وكفوا ألسنتكم عن أعراض المسلمين، فالأمة بحاجة إلى كل داعية في هذا الزمن الصعب، وليس إلى مزيد من الفرقة والتشتت.