ذلك “الداعية” أو “المفكر” أو حتى اليوتيوبر! الذي يظن نفسه مُنقذ للإسلام بتحريفه وتأويله المضحك لمعاني آيات القرآن حتى تتوافق مع الثقافة الغربية السائدة اليوم.. أو حتى تتوافق مع نظرية يقال أنها علمية بينما هي مليئة بالفجوات المنطقية ويتم ترقيعها كل عدة شهور بل وتتناقض مع أبسط قوانين الاحتمالات الرياضية.. نظرية هو لم يدرسها بتفحص أصلاً .. بل هو يصدقها لأنه مجرد خاضع ذليل للآلة الإعلامية الغربية التي تصدرها كحقيقة..
هذا الداعية ليس مُنقذ للإسلام كما يظن نفسه.. بل هو درجة سلم للخروج منه..
عندما يرسخ في أذهان متابعيه أن القرآن يمكنك تفسيره على هواك لتصل لنتيجة أنت حددتها مسبقاً .. وأن معانيه هلامية يمكن تشكيلها كما ترغب.. وأن تحريف معاني القرآن أسهل من التشكيك فيما يعارضه.. فهو بذلك ينسف حاكمية وقدسية القرآن في نفوس هؤلاء المتابعين..
بعدها سيستهين هذا المتابع بأي حكم أو أمر ديني يخالف الثقافة السائدة .. بل وحتى سيتوقف عن البحث عن تأويل يلوي فيه عنق الآيات للتوافق مع هواه أو مع ثقافة القوى العظمى المسيطرة.. فقد هان أمر الدين والقرآن في نفسه للدرجة التي تجعله لن يهتم أصلا بافتعال توافق بينها.
ذلك الشخص ربما يظل مسلماً في الأوراق الرسمية.. لكنه فعلياً سيتحول لشخص لاديني.. بل وقد يتجه للإلحاد كما حدث بالفعل مع البعض.
تباً للشهرة التي تعمي عيون وعقول وقلوب البعض حتى أنهم لا يتورعون في الجرأة على دين الله لمجرد الحفاظ على الصورة الوهمية التي صنعوها لأنفسهم في أذهان متابعيهم.
علي محمد علي