وأعني ب (قرن الشيطان ) تلك الجهات التآمرية الأعرابية ؛ المتواطئة بأموالها على إنهاك القوى وانتهاك الكرامة للأمة الإسلامية ؛ بالشراكة مع طواغيت الأرض المحكومة من الحكومة العالمية الصهيونية .. حيث أصبحت تلك الجهات حقًا قرنًا للشيطان ، ينطح به كل قوة مخلصةناهضة، تريد التحرر من قيود العبودية الغربية .فلا يُستبعد – في نظري – أن يكون ( قرن الشيطان ) الوارد خبره في السنة الصحيحة ، مشيرًا إلي هذا المعنى ضمن ما أشار إليه من معانٍ، فعندما دعا النبي – صلى الله عليه وسلم – بالبركة للشام واليمن قائلا : (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا وفِي يَمَنِنَا) . قَالُوا : وَفِي نَجْدِنَا ؟ قَالَ : (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا وفِي يَمَنِنَا) . قَالُوا : وَفِي نَجْدِنَا ؟ قَالَ : (هُنَاكَ الزَّلاَزِلُ وَالْفِتَنُ ، وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ ) رواه البخاري (1037) ومسلم (2905) ، واللفظ للبخاري .
وقد تنوعت أقوال أهل العلم في المراد بالبلاد للتي يطلع من جهتها قرن الشيطان ؛ وترواحت بين القول بأنها تمثل في عصرنا مرتفعات نجد الحجاز وامتداداتها بالبحرين و إمارات الخليج وغيرها ..وبين القول بأن المراد بادية العراق وما يحاذيها ويليها من الأراضي الفارسية ؛ الموصولة بدورها في زماننا بالبلاد الصينية ومنها كوريا الشمالية..!
ولا أري تعارضًا بين هذا وذاك…فقد أشار النبي في بعض روايات الحديت إلي جهة المشرق.. وهي أعم من أن تنحصر في بلد أو مدينة ، والذم على كل حال متوجه إلى الحال لا إلى المحل… فقد تكون الأراضي في زمان ما ؛ أرض خير وبركة..وفي زمان آخر تكون أرض فتنٍ وهَلَكة..
فالبرغم مما لبلاد نجد الحجاز وما حولها من ذِكرٍ طيبٍ عند الطيبين المنصفين؛ لظهور الدعوة السلفية النجدية التجديدية فيها وخروجها منها .. فقد أصبحت في السنوات الأخيرة منطلقًا لفتن التآمر على المسلمين أمام أعين العالمين.. وكذلك لا ينفي ما للعراق من ماضٍ مجيد في نصر دعوة للتوحيد.. أنها عادت بعد الاجتياح الهمجي الأمريكي مرتعًا للمبتدعة ووكرًا لعصابات المرتزقة . أما بلاد فارس…فبرغم ما لأهل السنة فيها من مناقب عبر للتاريخ…إلا أن استيلاء زنادقة الفرس الخُمينيين عليها ؛ قد قلب كل المناقب فيها إلى مثالب..
كل المؤشرات الراهنة تشير إلى أن جهات خروج قرن الشيطان المذكورة ؛ ستصبح جبهات نوازل ومنازلات ؛ تكشف ما تبقى أسرار الأشرار.. الماكرين في مؤتمرات الضرار مكر الليل والنهار .. وشر مثال على ذلك مهرجان العار والندامة المنعقد بالمنامة، بين أساطين المال والأعمال ، بإشراف وتخطيط اليهودي التلمودي ( جاريد كوشنر) كبير المستشارين لخرتيت الطواغيت الإنجيلية (دونالد ترامب ) الساعي مع اليهود بخلفيات توراتية لتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية ، بتمويلات قارونات العصر الخليجية !.. وهو مهرجان تصنُع الجدية من المهرجين ، و التظاهر بالبطولة للبطالين، في مؤتمر تآمر جديد على أهل التوحيد، لا يعدو أن يكون أحد مزادات القوادة الاقتصادية .. الموصِلة لماخور الدعارة السياسية ، الساعية لسبي رمز الكرامة الإسلامية في أقصانا وقدسنا الإسلامية ، لأجل بيعهما في سوق النخاسة التي تتاجر فيها الغالبية، من أنظمة الجور والجبر الكرتونية …
وللحديث بقية ..
د.عبدالعزيز كامل