الافتراق الحاصل في الأمة والبأس الشديد بينهم سبب لأن يزيد المسلم ثقة في صحة هذا الدين، فإن هذا الأمر من دلائل صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم.
فقي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل ربه ثلاثة أشياء فأعطاه اثنتين ومنعه الثالثة، وقال في التي منعه إياها:
(وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها)، وفي رواية: (وسألت الله عز وجل أن لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها).
وفي الحديث الآخر الذي اعتمده واستدل به أئمة الإسلام: (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة).
فإذا رأى المسلم كثرة الفرق والتحزب لم يكن هذا داعيًا له إلى الزهد أو الشك في هذا الدين، بل إلى عكس ذلك من التصديق بخبر النبي المعصوم عليه السلام، ويدعوه أيضًا إلى السعي لأن يكون من الطائفة المنصورة من أهل الحق الناجية إلى قيام الساعة؛ أهل السنة والجماعة.
د.أحمد الغريب