-أركان الإسلام خمسة وأركان الإيمان ستة ونواقض الإسلام عشرة تقريبًا ليس فيها الترحّم على ميّت من أموات المسلمين في مواقع التواصل، وليس هناك آية أو حديث فيها أنّ ( من لم يترحّم على مسلم في الفيس أو تويتر فهو خالد مخلّد في النار) والشيء الآخر أنّ دعوة المسلم لأخيه المسلم في جنح الليل بإقبال على الله وصدق في الدعاء قد تعدل ملايين الأدعية الإلكترونيّة.
-الترحّم دعاء يسأل فيه المسلم لأخيه المسلم الرحمة من الله، ودعاء المسلم لأخيه المسلم ليس فرضًا ولا واجبًا، وهو من العبادات التي يؤجر فاعلها ولا يأثم تاركها بحال.
-النقطتان السابقتان في حكم الترحّم عمومًا، أمّا إن سأل أحدٌ عالمًا عن حكم الترحّم على معيّن، فهنا يُنظر إلى قول العالم وما معه من أدلّة شرعيّة للحكم على فتواه بالردّ أو القبول اللذين يجب أن ينضبطا بضوابط الشرع.
ما سبق هو حكم الشرع وقول الله ورسوله، ومن يخالف عليه أن يخالف بقول الله ورسوله، لا بالزعرنة والبلطجة والتشبيح، أمّا الذي لا يريد النزول على حكم الشرع فعليه أن يكون رجلًا ويعلن أنّه أزعر يريد فرض رأيه بالتناحة والتياسة، وأنّ الموضوع عنده موضوع خاوة وفرد عضلات وتشبيح، لا أن يتستّر بستار الشرع وهو في حقيقته يضع للمسلمين دينًا جديدًا على هواه.
ما دفعني للكتابة هو البلاء العظيم والفاجعة التي تحلّ بالمسلمين كلّما مات مشهور من مشاهيرهم، فنرى طعنًا وقذفًا وسبًّا وغيبة ونميمة وفجورًا آثامها أضعاف أضعاف الترحّم من عدمه، ومن ذلك ما حدث للدكتور إياد القنيبي الذي سلخ قوم جلده عن عظمه شتمًا وتقبيحًا وحطًّا من قدره وطعنًا في دينه وأخلاقه واتهامًا له بكلّ نقيصة، بل بلغت الخسّة والوضاعة ببعضهم أن يعايروه بالترحّم على ابنته والتعاطف معه، وكلّ ذلك سببه أمر يسع المسلم فعله أو تركه.
الخلاصة: لن ينفعك أن يدخل الناس كلّهم الجنّة وأنت في النار.
عماد بن كتوت