لا بد من ذكر حقائق لنصل إلى كلمة سواء في موضوع الاحتفال بالمولد..
– لا يوجد اتفاق بين المؤرخين على أن مولد نبينا كان في الثاني عشر من شهر ربيع الأول…بل هناك عدة أقوال حوله..واتفقوا على أنه وُلد يوم الإثنين فقط.
– لم يكن نبينا،ولا صحابته،ولا الأئمة في العصور الأولى المباركة يحتفلون.
ولم يُشر نبينا إلى الاحتفال مجرد إشارة..وغاية ما فيه أن النبي كان يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع وقال: ذاك يوم وُلدت فيه..وفيه تُرفع الأعمال إلى الله.
– من بذل جهده ليستخرج من القرآن،أو من السنة الصحيحة ما يدل على الاحتفال، فلن يخرج إلا بما يُزينه له الشيطان،وإلا كان السلف والعصور الأولى خائنة لرسول الله،ومقصّرة في حقه..وهذا لا يقوله مؤمن..
– إن الاحتفال السنوي بالمولد ما هو إلا نتيجة طبيعية للتقصير في حق الله ورسوله طوال السنة،فجعلوا له يوماً تعويضاً عن تقصيرهم طوال العام،كما فعل الغربيون مع أمهاتهم تماما..وضعوهنّ في مأوى العجزة،وجعلوا لها يوماً يذكرونها فيه..
– الاحتفال ليس عادة كما يزعمون..وما صرّح بعضهم بأنها عادة إلا ليهرب من قول النبي: من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو ردّ..أي مردود على فاعله..
والاحتفال منسوب لديننا وليس من العادات التي لا علاقة لها بالإسلام..
– والاستدلال بما قاله عروة بن الزبير من أن أبا لهب أعتق جارية له يوم مولد نبينا،وأنه رآه أحد الناس في منامه،وأخبره أن الله يخفف عنه العذاب كل يوم اثنين..فهو غير صحيح..لأن الراوي عروة،ولم يذكر عمن سمع منه،فهو مرسل، والمرسل من أنواع الضعيف..ثم أنه فعل شيئاً مما يحبه لله بنص القرآن،وهي فكّ رقبة.. فأين الاحتفال من هذه القُربى..؟؟
– كل ما يُذكر من كرامات لأم نبينا أثناء الحمل والولادة فلم يصح منه إلا أن أمه رأت في منامها نوراً أضاء بلاد الشام..وما عداه فكذب وضعيف..
– لو كان يوم مولد نبينا يوماً مميزاً له أحكام تخصه، لكان عمر أول من أسرع وأرّخ التاريخ بالمولد..وهذا لم يفعله عمر..
– ما قاله القسطلاني في كتابه (المواهب) من أن ليلة مولد نبينا أفضل من ليلة القدر..فكذب وتطاول على نصوص الكتاب والسُّنّة..فليلة القدر جاء في تفضيلها نصوص،لم يرد مثلها،ولا أقل منها في فضل ليلة مولد نبينا..
– ما جاء عن ابن عباس أن الله خلق الخلق من أجل محمد..فكذب أيضاً،كما قال الذهبي في الميزان..؛فإن الله ما خلق الخلق إلا لعبادته وتوحيده وتعظيمه..
– الفضل في هدايتنا وتشريعنا،هو لله وحده فقط،وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل..ولولا أن ثبّته الله لمال إلى المشركين شيئاً قايلا..
قال الله لنبيه:
وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا…فالله وحده صاحب المنّة والفضل،ووحده يستحق العبادة والتوحيد والشكر. فلا إله غيره،ولا رب سواه..
وقد أمرنا الله بطاعة رسوله،والصلاة عليه،وتوقيره فقط..
ونبينا نهانا عن إطرائه كما أطرت النصارى عيسى..
فلنتّبع،ولا نبتدع..
د.خالد عبدالقادر