الحجاج بن يوسف كان له إنجازاته كبرى في الدولة الأموية محباً للجهاد والقرآن والأدب والبلاغة ، نشر قواده العسكريين الكبار أمثال قتيبة بن مسلم فاتح الصين ، ومحمد بن القاسم فاتح السند ، ففتحوا مساحات شاسعة من شرق المعمورة ، كما أنه قد بنى المدن الكبيرة مثل واسط ، ومسح أرض العراق – سجلها في الديوان – استخدام اللغة العربية في الداووين بدلاً من اللغة الفهلوية أي الفارسية .
وكان يعطي الأموال الجزيلة لقراء القرآن ومعلميه ومدرسي الكتاتيب ، كما أنه لم يعرف عنه لحن في كلامه قط ، بليغاً فصيحاً وخطيباً مفوهاً ، كما لم يعرف عنه شرب خمر أو مقارفة فاحشة أو اكتناز للأموال .
ومع ذلك كله لا يذكر الناس من سيرته إلا طغيانه وجبروته ومسارعته في سفك الدماء ، لا يذكرون له إلا قصف الكعبة بالمنجنيق ، وقتل الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ، وسبه للعلماء واستهزائه بالصحابة ، لا يذكرون له إلا قتله لسعيد بن جبير ، واستحلاله لدماء معارضي الدولة الأموية .
وهكذا حال كل الطغاة ، يذهب طغيانهم بكل انجاز فعلوه أو خير تركوه ، ولا يبقى لهم إلا سجلهم الأسود في حقوق الإنسان
شريف عبدالعزيز