رغم أن السلطات الصينية أودعت أكثر من مليون مسلم في معسكرات اعتقال، لكن هذا لا يبدو كافياً لحكومة بكين فهي تزرع كاميرات مراقبة في بيوت بعض ممن نجوا من الإحتجاز “للتأكد من عدم ممارستهم لشعائرهم الدينية”! وفقاً لتحقيق مطول نشرته السبت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
ووفقاً للصحيفة، ففي بعض المدن التي تسكنها الغالبية المسلمة من الإيغور في أقليم شينجيانج غرب الصين، نشرت الحكومة نقاط تفتيش لا تفصل الواحدة عن الأخرى مئات اليارادات، ووضعت أسلاك شائكة محطات ووقود ومستشفيات، ونشرت الكاميرات أمام البيوت وداخل المباني السكنية.
ونقلت عن سكان ومظمات حقوقية، أن السلطات وضعت قائمة من نحو 75 علامة “لرصد التطرف الديني” ومنها لبس الحجاب وإعفاء اللحية، وحتى الإمتناع عن شرب الخمر.
وأودع آباء وأمهات في هذه المعتقلات بعد نزع أطفالهم منهم خصوصاً في مدن مثل كاشغر الواقعة غرب البلاد.
وقالت فتاة مسلمة في العشرينات من عمرها للصحيفة اختارت لنفسها اسما مستعاراً هو جول، “إنه قبض عليها لأنها ترتدي الحجاب، ومن ثم أطلق سراحها، ووضعت كاميرات مراقبة على باب منزلهم وداخل غرفة المعيشة للتأكد من عدم ممارستهم الشعائر الدينية”.
وذكرت الفتاة التي أجبرت على الذهاب يومياً إلى مركز اعتقال لأخذ دورس مع المحتجزين هناك “يجب أن تكون حريصاً جداً هنا فيما تقرأ وما تفعل”.
قامت قناة بي بي سي بحذف هذا التقرير من قناتنا على اليوتيوب والذي يتحدث عن أحوال المسلمين في تركستان المحتلة من قبل الصين.
التقرير يكشف عن القبضة الأمنية وانتشار المخبرين والتضييق على المسلمين.
قام المسلمون هناك بعدة ثورات ومحاولات للاستقلال لكنها قوبلت بالقمع والدماء. pic.twitter.com/Pt8nwEeN6P— شؤون إسلامية (@Shuounislamiya) February 6, 2018
وقالت صحيفة نيويورك تايمز، أنه بعد تحدثت مراسلها مع جول، بأيام، انقطع الاتصال بها، فعرف لاحقاً من شقيقها ووالدتها، أن الفتاة تورطت في مشكلة أخرى.
وقال عبد السلام مهيمت ، 41 عاما ، إن الشرطة احتجزته لتلاوة آية من القرآن في جنازة. “وأودع في معسكر احتجاز لمدة شهرين مع 30 آخرين، وضغط عليهم للتخلي عن حياتهم السابقة (الإسلام)”.
ونقلت عن شرطي في الأقليم، قوله “نحن متعبون لم نرتاح أبداً في عامين”، في إشارة إلى عمليات الرصد والاحتجاج والدهم التي يقومون بها.
ونقلت عن أشخاص قولهم أن أفرادا من عائلاتهم اختفوا بعد إيداعهم مراكز احتجاز.
وخصصت فرق مراقبة تتولى كل واحدة رصد تحركات عشر عائلات مسلمة، ودهم بيوتها خلال أوقات عشوائية للبحث على “أي دليل يثبت ممارستهم الشعائر الدينية مثل سجادة صلاة”، رغم أن السلطات تزعم أن الصلاة في المنزل مسموحة في حالة واحدة، إذا كان خالياً من الأصدقاء أو أفراد من العائلة.
وقالت نيويورك تايمز إنها حصلت على وثائق ومراسلات لمسؤوليين صينيين وخرائط تؤكد الاستمرار في التوسع في بناء مراكز الإحتجاز “التي أودع فيها أعداد تتراوح بين مئات الآلاف إلى مليون على مدى الأشهر الماضية، ويخضعون فيها لعمليات غسل أدمغة وضغوط تستهدف إجبارهم على التخلي عن ديانتهم، وتمجيد الحزب الشيوعي الحاكم”.
ولاحظت الصحيفة الأميركية، إن ما تنفيه الحكومة الصينية من أنها تمارس التمييز ضد المسلمين، تؤكده الكثير من الحقائق على الأرض، ووثائق رسمية للحكومة نفسها، تم تسريبها.
ونقلت عن معتقلين سابقين في مراكز الإحتجاز قولهم “إن التجربة التي مروا فيها جعلتهم يتخذون موقفاً عدوانيا ضد الحكومة الصينية، فلن نسمح لها بتدمير هويتنا”.