وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كتاب الصحفي الأمريكي المرموق بوب وودورد “الخوف: ترامب في البيت الأبيض” بأنه احتيال على الناس”. كما أعاد الرئيس نشر تغريدات لكل من وزير الدفاع جميس ماتيس ورئيس موظفي البيت الأبيض جون كيلي نفيا فيها ما جاء في الكتاب على لسانهما.
ما أهم ما جاء في الكتاب؟
ينقل الكاتب عن عدد كبير من مقربي ومساعدي ترامب وصفهم له بالأحمق والكذاب. كما يقدم الكتاب الذي من المقرر أن ينشر في 11 سبتمبر/أيلول الجاري أمثلة عن الفوضى وانعدام الإنضباط والنظام داخل البيت الأبيض خلال عهد ترامب.
وودورد كاتب صحفي سابق مرموق وهو صاحب السبق الصحفي الذي كشف عن فضيحة “ووترغيت” التي أرغمت الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون على الاستقالة من منصبه في سبعينيات القرن الماضي.
ومن بين أهم ما حمله الكتاب أن مساعدين سابقين وحاليين لترامب كانوا يخفون وثائق مهمة عنه لمنعه من التوقيع عليها أو عملوا بخلاف أوامره. ويصف وودورد هذا الوضع بأنه أشبه بإنقلاب إداري.
ومن بين أبرز الأمثلة على ذلك أن ترامب طلب من وزير الدفاع ماتيس اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد بعد الهجوم الكيمياوي على بلدة خان شيخون عام 2017. ونقل الكاتب عن ترامب مخاطبته لماتيس “دعنا نقتله، لنذهب إلى هناك ونقتله حيث هو، دعنا نقتل عددا كبيرا منهم”، فرد ماتيس على ترامب بالموافقة على طلبه، لكن بعد انتهاء المقابلة مع ترامب أكد ماتيس لأحد مساعديه إنه لن ينفذ شيئا مما طلبه ترامب.
لكن الرئيس ترامب رفض الادعاءات الأخرى الواردة في الكتاب، وقال على تويتر إن الاقتباسات المنسوبة إلى وزير الدفاع وكبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي وآخرين “حيل مختلقة وخداع للجمهور”.
كما ينقل الكاتب عن ماتيس وصفه لمدى إلمام ترامب بالقضايا الخارجية بأنه يعادل معرفة طالب في الصف الخامس أو السادس الابتدائي.
وجاء في الكتاب أيضا أن المستشار الاقتصادي لترامب غاري كوهين وسكرتير البيت الأبيض روب بورتر أخفيا بعض الاوراق عن طاولة ترامب لمنعه من التوقيع عليها.
ولو وقع ترامب عليها لكان ذلك قد أدى إلى انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية المعروفة باسم “نافتا” و الانسحاب من اتفاقية التجارة مع كوريا الجنوبية.
ويصف بورتر الوضع في البيت الأبيض بقوله حسبما جاء في الكتاب: “إننا نعيش وضعا وكأننا نسير على حافة الهاوية”.
ومن بين ما في جاء في الكتاب أيضا:
-جون كيلي: “إننا نعيش الجنون الشامل….. هذه أسوء وظيفة توليتها في حياتي”.
-وصف المحامي السابق لترامب جون دود ترامب بالكذاب.
-شبّه ترامب رئيس موظفي البيت الأبيض السابق رينس باريبوس بـ “جرذ لا يتوقف عن الجري”.
-قال ترامب لوزير التجارة الأمريكي ويلبر روس بأنه لا يثق به بقوله “لا أريد منك أن تقود أية مفاوضات بعد الآن. لقد أضعت فرصتك”.
-لم تعد علاقة وزير الخارجية السابق ريكس تليرسون مع الرئيس إلى طبيعتها بعد ان انتشرت تقارير جاء فيها أن تليرسون وصف ترامب بأنه أرعن.
من هو وودورد؟
من الصعب العثور على نظير لهذا الصحفي المرموق من حيث المصداقية، فهو صاحب التحقيقات الصحفية بالاشتراك مع زميله في صحيفة واشنطن بوست كارل بيرنشتاين والتي أدت إلى سقوط الرئيس الامريكي نيكسون وإخراجه من البيت الأبيض.
كما أنه ألف كتبا عن عدد من القادة والرؤساء الأمريكيين السابقين مثل جورج بوش الأبن وباراك اوباما. كما أنه بلا أدنى شك واحد من أكثر المحللين احتراما واطلاعا.
ويقول مراسل بي بي سي في أمريكا الشمالية أنتوني زروشر إن وودورد له قنوات اتصال لا تضاهى بأروقة السلطة في الولايات المتحدة وهناك إجماع في واشنطن بأنه من الأفضل للمرء أن يكون على اتصال به والتحدث اليه فالجميع يتحدثون إليه، ومن الأفضل أن يخبره المرء بروايته أيضا.
في عام 2013 اصطدم وودورد بالرئيس السابق باراك اوباما، فعلق ترامب على الحادث بقوله “البيت الأبيض في عهد أوباما هو الوحيد القادر على التهجم على وودورد دون يكون لذلك تداعيات”.
اتصال ترامب الهاتفي بوودورد
نشرت واشنطن بوست تسجيل المحادثة الهاتفية أجراها ترامب في اوائل شهر اغسطس /آب الماضي مع وودورد ونصها.
وقال ترامب للصحفي اثناء الاتصال: “أعتقد أنك كنت منصفا دائما”واضاف بأنه لم يعلم بوجود طلب بإجراء لقاء معه ولم يخبره أحد بذلك، أو إنه بصدد نشر كتاب قريبا.
ورد الصحفي على ترامب بالقول إن هناك وثائق تؤكد غير ذلك والكتاب يتضمن وثائق تؤكد طلبه من مساعدي ترامب ترتيب لقاء بينه وبين الرئيس، بينهم مستشارته كيليان كونواي.
وقال وودورد لترامب ” في متناولي العديد من الوثائق وحصلت على الكثير من المعلومات من الداخل” والكتاب “نظرة فاحصة للعالم ولادارتك ولك” فرد ترامب “أفهم من كلامك بأن الكتاب سلبي، هذا كتاب سلبي آخر ينشر عني” فرد وودورد عليه “أنا أؤمن ببلدنا، ولأنك رئيسنا اتمنى لك حظاً وافراً”.
المصدر: BBC