المخذول حقًا هو ذلك الذي حُرم التوفيق بسبب استبداده برأيه، وانقلابه على أهل العلم، واتخاذه منهجًا يقوم على تصيد الأخطاء، والفرح بزلات الآخرين، واتخاذها وسيلة لإثبات صحة منهجه الفاسد.
وفي هذا المقال نوثق لكم بطلان طريقته التي يستخدمها الآن حيث جعل أخطاء بعض خصومه أو انتكاس أحدهم دليلا على صحة منهجه ونشر كلاما في قناته على تليجرام يعدد فيه بعض المواقف مع التدليس لإثبات أنه على حق!
قد قام الشيخ حامد الطاهر بعمل حلقة كاملة للرد على كلامه في المنشور وقد أحسن في رده ويمكنكم الرجوع إليها من خلال الرابط التالي
ولأن هذا المخذول لا يدرك ما ألمَّ به خلال السنوات الماضية، فقد جمعتُ له بعض مظاهر الخذلان، ليدرك من هو المخذول حقًا، فلعلَّه قد نسي ذلك، أو فقد الحياء من نفسه، أو أنه يعلم كل هذا ولكنه مُصِرٌّ على الباطل، وهكذا هي الفتنة، إذا استحوذت على الإنسان أعمته عن الحق!
المخذول ليس مجرد شخص وقع في زلة، فكل بني آدم خطاء، ولكن المخذول هو الذي يرى في كل نقد موجه له مؤامرة، وفي كل تحذير من العلماء حسدًا له، وفي كل هجوم عليه دليلًا على أنه “الفرقة الناجية” في حين أن الأمة كلها في ضلال!
هذا الرجل لم يكن شيئًا مذكورًا، فلجأ في بداية طريقه إلى التمسح بالعلماء والدعاة، وجعل نفسه مجرد ناقل لكلامهم، يجمع مقاطعهم، يعرضها لمتابعيه ويجلس يتفرج عليها، وينال بها المشاهدات والمتابعات وفي هذا الوقت لا يستطيع أحد أن يتنبأ بنواياه وما يخطط له بل استطاع خديعة بعض الفضلاء وكان يخرج معهم في بثوث مباشرة ويبتسم ويظهر التواضع واحترام العلماء والحرص على وحدة الأمة.
جميلة هذه الأخلاق التي كان يتحلى بها الأخ محمد شمس الدين، عندما كان من المدجنة!
كان مثالاً للأخلاق العالية، تسامحه يسبق غضبه، وكلماته تلين القلوب وتعطي دروسًا في الأدب ومراعاة مشاعر الآخرين.
لكن، أخبروني، ما الذي تغير وجعله ينهش في أعراض الأموات من العلماء والمجاهدين دون مراعاة… pic.twitter.com/Fp4kaBgwsJ— مكافح الحدادية (@AntiHdadia) October 23, 2024
وهكذا استطاع أن يجذب جمهورًا من الناس الذين ظنوا أنه طالب علم نافع، وأنه يسير على طريق العلماء الربانيين.
المدجن محمد شمس الدين
يرد على الخارجي محمد شمس الدين
في مسائل التكفير وانتشار فكر الخوارج pic.twitter.com/WkTsBVP2xb— مكافح الحدادية (@AntiHdadia) October 20, 2024
ثم شيئًا فشيئًا بدأ يشعر بقوته، وبدأت الأضواء تغريه، فانتقل من ناقل لكلام أهل العلم إلى موجه لهم، ومن ناقل للعلم إلى ناقد لكل عالم لا يتوافق مع هواه.
كان يحذر من اليوتيوبرز الذين يسعون للشهرة بردود الناس عليهم ويطلبون المال وينشرون مقاطع كثيرة.
هذا النقد الذي كان يوجهه محمد شمس الدين لأحد خصومه بات ينطبق عليه بشكل تام، بل بصورة تفوق ما كان يعترض عليه بكثير!
فقد أصبح معروفًا بالردود والخصومات حتى اشتهر بها بين الناس، ثم انتهى به الحال إلى نشر مقاطع كثيرة بشكل يومي وفتح البثوث، وتلقي الأموال، بل حتى يشغل الإعلانات الفاجرة… pic.twitter.com/EmAtdlKXWY— مكافح الحدادية (@AntiHdadia) February 1, 2025
لكنه وقع فيما كان يحذر منه، فصار منهجه كله قائمًا على الردود، والهجوم، والتشويه وصار ينشر مقاطع كثيرة ويطلب المال، حتى أصبح صوته لا يُسمع إلا في مواضع الخصومة والنزاع لكنه لا يستحي عندما لا يرى نفسه ويرى عيوب الآخرين.
لقد كان يهاجم وسيم يوسف بشدة، وينتقده لوقوفه في وجه العلماء والدعاة وعامة الناس، معتبرًا ذلك دليلًا على فساده وضلاله.
كان يرد على وسيم يوسف
لكن بعد وقوعه في الفتنة كأنه يتحدث عن نفسه الآن!
نسأل الله العافية pic.twitter.com/90C6P6JYQH— شؤون إسلامية (@Shuounislamiya) September 11, 2024
لكنه هو نفسه فعل نفس الشيء، بل تجاوزه بمراحل، فلم يكتفِ بمخالفة العلماء المعاصرين، بل بدأ يطعن في العلماء السابقين، ويتجرأ على تكفيرهم وتبديعهم، وكأن العلم بدأ معه وانتهى عنده بل يعتبر هذا الهجوم عليه دليل حق وصدق وبتلك الطريقة يتعامل وسيم يوسف وأمثاله ويعتبرون أنهم على الحق لهجوم الناس عليهم!
لقد كان في بداية مسيرته يبين خطر المداخلة، ويحذر من خداعهم للشباب، وينتقد تفريقهم لصف الأمة، وتحريفهم لمفاهيم السلف، وإشغالهم للأمة بما لا ينفعها.
نعوذ بالله من الحور بعد الكور pic.twitter.com/81qUTyPYTG
— مكافح الحدادية (@AntiHdadia) February 2, 2025
لكن لم تمضِ إلا سنوات قليلة حتى أصبح نسخة أكثر تطرفًا منهم! تجاوز كل من سبقوه، وصار يكفر ويبدّع الأولين والآخرين، ولم يعد هناك أحد يسلم من لسانه، حتى من كان يثني عليهم بالأمس القريب.
كان يدّعي السلفية في بداية أمره، ويتقرّب من دعاة وشيوخ المنهج السلفي ويستكثر بهم، لكنه اليوم انقلب على الجميع، وأصبح يتبرأ من السلفية، زاعمًا – زورًا وبهتانًا – أنه لم يكن يومًا من أهلها!
لقد كان يقول عن الشيخ المنجد إنه “مجدد هذا العصر”، وإنه من أعظم العلماء المعاصرين، لكن حينما ظهر مقطع للشيخ ينتقد فيه الحدادية، انقلب عليه فجأة، وبدأ يهاجمه، رغم أن كلام الشيخ كان قبل أن يعرف هذا المفتون طريق العلم!
فكيف يكون الشيخ مجددًا وهو في نفس الوقت جاهل ضال في نظره؟
كان يتقرّب من الشيخ عبد الله بن صالح العبيد، ويثني عليه ويفخّمه كثيرًا، فلمّا ردّ عليه وفضحه، بدأ يلمزه بين أتباعه في مجموعات التليجرام.
تمسّح بالشيخ الفوزان، فلمّا علم برأيه في الإمام النووي، خرس وجبن عن مهاجمته كما يفعل مع من يسميهم بـ”المدجنة”، لكنه لم يسلم من لمزه من بعيد!
أما الشيخ ماهر ياسين الفحل، فقد وجّه رسائل عديدة يحذّر فيها من الحدادية ومنهجهم، وكان هذا المخذول سابقًا يتقرّب منه وينشر له، حتى فضحه الله وأخزاه.
لقد تمسح بالدكتور إياد قنيبي حتى تبرأ الأخير من الحدادية، فما كان منه إلا أن انقلب عليه، وصار يلمزه وينشر مقاطع بعناوين مسيئة له.
وكذلك فعل مع الشيخ عثمان الخميس، حيث جعله في البداية رمزًا من رموز الحق، لكنه لم يتحمل أول موقف مخالف له، فبدأ حملة شرسة عليه، ولم يكتفِ بذلك، بل ترك أتباعه الغلاة يشتمونه ويطعنون فيه بأبشع العبارات!
كان يثني على الشيخ وليد السعيدان بشدة، ويقول إنه “من أحب الشيوخ إلى قلبي”، لكنه ما إن انتقد الشيخ منهج الحدادية، حتى انقلب عليه، وبدأ يصفه بأوصاف قذرة لا تليق بطالب علم، فضلاً عن أن تصدر بحق عالم من العلماء.
بل وصل به الحال إلى وصفه بألفاظ مهينة، تكشف حقيقة أخلاقه وطريقة تعامله مع من يخالفه.
كان يبيح نطق كلمة الكفر من أجل التمثيل فلما انقلب على الشيخ وليد السعيدان تصيد له بعض المشاهد وجعلها وسيلة للطعن فيه.
رمتني بدائها وانسلت!
محمد شمس الفتنة يفجر في الخصومة مع الشيخ وليد السعيدان بعد انتقاده للحدادية
جاء بمقطع منذ 7 سنوات يحذر فيه من الغلو في التبرك وكان يمثل طريقة بعض الناس في التبرك بالمصحف!
ماذا فعل محمد شمس؟
عرض الفيديو وجلس يتهم الشيخ ويزايد عليه بطريقة رخيصة
وقال متعجبًا:… pic.twitter.com/U880HQJgPW— مكافح الحدادية (@AntiHdadia) October 21, 2024
أما الشيخ مصطفى العدوي، فقد حاول التقرب منه، فاتصل به، وأظهر الودّ، لكنه سرعان ما غدر به كعادته، فعندما تبين للشيخ حقيقته تبرأ منه، فكانت ردة فعله المعتادة: الهجوم الشرس، والتشنيع، وتحريض أتباعه عليه في الاتصالات والإساءات.
كان يحذر من الحدادية سابقا والآن يتبنى جميع مواقفهم في الحكم على العلماء وغلمانه أشد تطرفا من الحدادية الأوائل!
كان يحذر من المداخلة ويعدد أوصافهم.
📌 هذا المقطع نشره محمد شمس الدين قبل خمس سنوات، وكان يتحدث فيه عن المداخلة وسلبياتهم من القرآن والسنة.
وأشهد بالله أن كل ما ذكره عنهم من عيوب وسلبيات ينطبق عليه الآن بالحرف عليه وعلى الفرقة الحدادية، بل تجاوز المداخلة في ذلك وزاد!
❓ هل يشاهد محمد شمس الدين هذه المقاطع القديمة… pic.twitter.com/jQZJ3BS8CF— مكافح الحدادية (@AntiHdadia) January 8, 2025
والآن صار أكثر تطرفًا من المداخلة وصار أمنجيا يبلغ على خصومه ويهددهم بالسجن ويحاول الوشاية بهم والأمثلة على ذلك كثيرة كما فعل مع حسن الحسيني ووليد إسماعيل وحامد الطاهر وغيرهم
وصل الأمر بهذا المفتون أن يجعل مسألة الحكم على النووي من مسائل العذر بالجهل فأثناء مناقشة مع أحد أتباعه سأله عن عذر الشيخ ابن عثيمين في قوله بإمامة النووي وبعد إصرار قال بأنه يعذره بالجهل!
محمد شمس الدين يعذر الشيخ ابن عثيمين بالجهل pic.twitter.com/LKQCBzFMUu
— مكافح الحدادية (@AntiHdadia) July 9, 2024
كان يكفر اليهود والنصارى ويكفر من يشكك في كفرهم وقام بعمل سلسلة من أجل ذلك فلما علم بأن ألمانيا تجرم الانتقاص من اليهود والنصارى وتعتبر التكفير بمثابة احتقار لهم حذف السلسلة بأكملها بل واتهمنا بأننا أبلغنا عنها وقد قمت بتفنيد هذا الأمر في فيديو طويل لمن أراد معرفة حقيقته.
وحتى لا يخدع الناس بأن هؤلاء جميعًا من المعاصرين، حتى الأئمة الذين يستكثر بهم في موقعه كشفنا في حلقات كثيرة أنهم ليسوا على منهجه وكشفنا أيضا أن بعض هؤلاء العلماء قد وقعوا في أشياء ينتقدها على غيرهم من العلماء ومع ذلك جعلهم أئمة له فصار من أئمته جهمية ومفوضة ومتصوفة!
وهذه حلقة أخرى قوية للشيخ أبو عمر الباحث كشف فيها كيف جعل محمد شمس الدين من الجهمية أئمة له!!
وفي الختام أقول: هذه عينة بسيطة فقط من خذلان الله لهذا الإنسان الفاجر في خصومته مع المسلمين ولولا أن يطول المقال لذكرت المزيد.
إن من أوضح علامات الخذلان في شخصية هذا الرجل تحوله السريع على كل من يخالفه فمن كان شيخًا بالأمس يصبح ضالًا اليوم، ومن كان مجددًا للسلف يصبح مبتدعًا، ومن كان محبوبًا عنده يتحول إلى “مرتد عن المنهج”!
فهل هذه سمة طالب علم صادق؟ أم سمة شخص مريض بالهوى، يحكم على الناس وفقًا لمصلحته الشخصية كما قال سابقًا إن المعركة شخصية وأنه سينصر الحدادية على أهل السنة وقال عبارة مثل البلطجية: حتى لو وصلت إلى ما قد تصل إليه!
وهو لا يسعى إلى إصلاح الناس، وإنما إلى إسقاطهم، فهو يتصيد الأخطاء، ويضخم الزلات، ولا يستخدمها من باب النصيحة، بل من باب التشهير والتشويه.
وهو معروف بالتلون وتغيير المبادئ وفقًا للظروف فما كان يذمه بالأمس أصبح يطبقه اليوم، وما كان يحذر منه صار منهجه، فهو لا يملك ثوابت، بل يتحرك وفقًا لما يخدمه في اللحظة الحالية.
ومن أبرز صفاته الذميمة الجرأة على العلماء وتحقيرهم فبدل أن يكون طالب علم يحترم العلماء، أصبح يرى نفسه فوقهم، وبدل أن يكون متعلمًا، أصبح ناصبًا نفسه قاضيًا على الأمة، يوزع التهم يمينًا ويسارًا دون ضابط.
إن هذا الرجل يمثل نموذجًا من نماذج الفتنة في هذا العصر، حيث ينقلب على كل من حوله، وينفر الناس من أهل العلم، ويزرع الفرقة والبغضاء بين المسلمين، وهو بذلك يسير على طريق الهلاك، كما قال النبي ﷺ: “هلك المتنطعون”.
وقد حذر أهل العلم من التجرؤ على العلماء، فقال بعضهم: “لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة”.
وها نحن نرى كيف بدأ هذا الشخص صغيرًا، ثم ظن نفسه كبيرًا، فطغى وتجبر، فوقع في الخذلان والانتكاس، وبدل أن يكون طالب علم نافع، أصبح مجرد صوت من أصوات الفتنة، نسأل الله السلامة والعافية.
لقد تبرأ الجميع منه ونبذوه، ومع ذلك، لا يزال يصر على أنه لم ينتكس أو يخالف الأمة أو يقع في الفتنة، وفي حين أن الأخطاء التي تصدر من خصومه يعتبرها دليلًا على صحة منهجه، يتجاهل آلاف العلماء الذين سبقوه ويخالفهم، بل ويصف أتباعهم بأنهم “مدجَّنون”.
نسأل الله أن يهديه، أو أن يكف شره عن المسلمين، وأن يثبتنا على الحق، وألا يجعل في قلوبنا غلًا للذين آمنوا، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه سميع قريب مجيب.
هذا مقطع مدته أكثر من 7 ساعات يكشف لكم حقيقته الكاملة