إنني أتفهم تماماً حقد العلمانيين وأعداء الشريعة على الشيخ محمد حسان، بل وأدرك دوافعهم في محاولة إسقاطه والتصيد له عند كل زلة أو موقف.
لكن الذي يعجز عقلي عن استيعابه هو رؤية بعضنا، من داخل البيت الإسلامي، يسارع إلى طعن الشيخ وهو يواجه حملة ظالمة تستوجب منا دعمه ونصرته.
نحن ندرك أن تلك الحملة ليست انتقاداً صادقاً لمسائل نختلف فيها مع الشيخ، بل هي محاولة لإسقاطه بالكلية، لإلغاء علمه وجهوده التي قدمها عبر سنوات في دعوة إلى الخير لا ينكرها إلا من جحد الحق.
أجل، قد نختلف مع الشيخ في بعض النقاط ونرى له أخطاء، وهذا طبيعي بين الإخوة في الدين. لكن حينما يُستهدف بظلم من أعداء الدين، وجب علينا أن نكون صفاً واحداً.
قد يعتقد البعض أن موقفي هذا نابع من معاداة خصومه فقط، لكن الحقيقة أعمق من ذلك؛ لقد كان للشيخ فضل كبير علىّ وعلى كثير من الشباب، خاصة في بدايات الهداية، ولا يمكن أن ننسى فضله مهما كبرنا وازداد وعينا واختلفنا معه في بعض المواقف والتصريحات.
ليس هدفي هنا أن أسكت الأصوات التي تنتقد الشيخ من داخل الوسط الإسلامي، بل أن أذكرهم بضرورة اختيار أوقات المعارك بعناية.
إن خطأ أحد أبناء الشيخ، حتى لو ثبت، لا يعكس منهجه أو تربيته.
تعلمون جميعاً أن البيت الصالح قد يخرج منه ولد ضال، وأن بيت الفساد قد يخرج منه ولد صالح، وقد بيّن الله لنا في القرآن هذه المعادلة من خلال أمثلة واضحة بين زوجات وأبناء وآباء بعض الأنبياء.
فلا تدفعنكم خلافاتكم إلى الوقوف مع أعداء الإسلام في لحظة تحتاج منا إلى وحدة الصف والدفاع عن رموز الدعوة والأثر الطيب الذي تركوه في حياة أجيال وأجيال.
شئنا أم أبينا، فإن الشيخ محمد حسان هو أحد رموزنا، وقدرنا أن نحمل هذه المسؤولية في الدفاع عن رموزنا والتعامل معها بحكمة ووعي.
إننا مطالبون بأن نرتقي فوق الخلافات الصغيرة وأن نعرف متى تكون الوحدة مطلباً لا خياراً.
فاليوم، يقف الشيخ في مواجهة حملة ظالمة تستهدف إسقاطه، لا تقويمه. وعلى الرغم من اختلافاتنا معه، يبقى للشيخ أثره البارز في مسيرة الدعوة وخدمة الدين، أثر لا يمكن تجاهله أو إنكاره.
فلنحذر من أن نسمح لخلافاتنا الداخلية أن تجعلنا أداة في أيدي أعداء الشريعة، ولنعرف مع من نقف ومتى، فنحن نحتاج إلى رؤية واضحة وصوت واحد حين يتعلق الأمر بالوقوف أمام الظلم.
مصطفى الشرقاوي