تعتبر الحدادية “الْمُهَجَّنَة” ظاهرة غريبة في الساحة الإسلامية، فهي تجمع في مكوناتها بين مناهج شاذة مثل الخوارج والجامية المدخلية والحدادية.
وقد أُطلق عليها هذا الاسم لكونها تتصف بالتهجين كما تتصف بعض السلالات الحيوانية المختلطة مثل كلب الذئب التشيكوسلوفاكي الذي يجمع بين كلب الراعي الألماني والذئب، لتشابه الحدادية في تركيبها المتناقض من فرق متعددة، حيث تبنت أساليب الخوارج المتطرفة في التكفير وتحمل إرث الجامية والمدخلية والحدادية في تتبع عورات العلماء.
فالمداخلة يتتبعون عورات الأحياء بينما الحدادية يريدون التوسع وكان هذا سر الاختلاف بينهما.
وتعود جذور هذه الفرقة إلى محمود الحداد المصري الذي كان يعيش في السعودية ويعمل مع ربيع المدخلي لتتبع أخطاء العلماء المعاصرين ووصمهم بالبدعة، ثم انفصل عنه لأنه يريد التوسع أكثر فقد وجد تناقضًا في منهج المدخلي الذي يبدع الأحياء دون الأموات ولذلك تجاوز إلى تكفير العلماء وتبديعهم بسبب الهفوات والأخطاء.
أما الحدادية المهجنة فهي فرقة جديدة جاءت لتجديد الفكر الحدادي الذي تصدى له العلماء أمثال ابن عثيمين وبكر أبو زيد والألباني وغيرهم، ولكننا أمام فرقة أشد تطرفًا من محمود الحداد، فهؤلاء يستعملون أساليب خبيثة لتتبع عورات وأخطاء العلماء والدعاة ويستغلون مواقع التواصل لترويج فكرهم ولديهم مجموعات سرية ولجان إلكترونية، ويصفون أهل السنة الذين يدافعون عن أئمة الإسلام مثل الإمام أبي حنيفة والنووي وابن حزم وابن حجر… بالمدجنة.
يقود هذه الفرقة في العصر الحالي محمد شمس الدين، الذي يعرض نفسه في وسائل الإعلام كمحارب للبدع ومدافع عن العقيدة وصفات الله، لكنه في الواقع يفتقر إلى العلم الشرعي الصحيح، بل لا يتقن اللغة العربية وقراءة القرآن ولا يملك أدوات الفقه والنقد الشرعي.
يدخل في مناظرات مع الشيعة والأشاعرة دون تأهيل علمي، فيقع في أخطاء عقدية متعددة تعكس قلة علمه وجهله بأبسط الأمور الشرعية.
تقوم الحدادية المهجنة بزرع الفتنة والتفرقة بين المسلمين، فهم يركزون على انتقاد الدعاة والمصلحين وكل من يسعى لإصلاح المجتمع الإسلامي، في محاولة لإسقاطهم والنيل من مكانتهم طالما لا يتفقون معهم في أسلوب التبديع والتكفير.
وعلى الرغم من شدة تطرفهم مع المسلمين، إلا أنهم يظهرون مواقف مسالمة تجاه اليهود والنصارى وحتى رأسهم محمد شمس الدين حذف تكفيره لليهود والنصارى من قناته الرسمية مراعاة لمشاعرهم بينما يتسلط على المسلمين تكفيرًا وتبديعًا.
يعيش أغلب أفراد هذه الفرقة في دول أوروبية، حيث يتفاعلون مع مجتمعات غير مسلمة ويبتعدون عن المجتمعات الإسلامية وأما من يعيش بين المسلمين فهو يستعمل التقية ولا يظهر أفكاره حتى في بيته ويترصد لأهله وقد وقعت حوادث هروب فتيات وزوجات بسبب الحدادية المهجنة أدت إلى تخريب البيوت العامرة بسبب الخلافات الفكرية.
أغلب أتباع هذه الفرقة من الشباب الصغير الذين لم يطلبوا العلم الشرعي ولم يتلقوا أي تدريب علمي أو عقدي، فيتبعون قادة الفرقة بعمى ويصدقون كل ما يطرحونه من آراء دون تمحيص أو دراسة، مما يخلق جيلًا من الشباب الجاهل الذي يروج لأفكار خطيرة تزعزع استقرار الأمة.
إن الفرقة الحدادية الْمُهَجَّنَة طعنة في خاصرة الأمة الإسلامية، فهي تؤدي إلى تمزيق الصف وإشاعة الفتنة والبغضاء بين المسلمين.
إن التصدي لهذه الظاهرة يتطلب وعيًا جماعيًا وتعزيزًا لمفهوم الوحدة بين المسلمين، فالعداء الذي تمثله هذه الفرقة ينبغي أن يكون دعوة للتآزر والتراحم بين المسلمين، والابتعاد عن كل فكر يزرع الكراهية والانقسام بين المسلمين مهما اختلفوا.
على المسلمين أن يكونوا متيقظين لأفكار هذه الجماعات التي تسعى إلى تشويه العلماء وزرع الفتنة، والتمسك بالمبادئ الإسلامية الراسخة التي تدعو إلى الاعتدال وتحث على طلب العلم من مصادره الصحيحة.