وصلتني قصة لفتاة عربية كانت قد تزوجت من رجل كوري وطلبت مني نشر قصتها بهدف توعية وإنقاذ الفتيات من المصير المؤلم الذي وقعت فيه.
طلبت مني عدم الكشف عن هويتها وجنسيتها وقمت بإعادة صياغة القصة بطريقة جذابة لأن القصة الأصلية طويلة جدًا ومليئة بالتفاصيل والأخطاء اللغوية.
إليكم قصة فتاة عربية شابة انساقت وراء أحلام الزواج بكوري كما تُصورها لها الدراما الكورية، معتقدة أنها ستعيش في عالم مليء بالحب والمغامرة كما ترى على الشاشة.
أنا فتاة عمري 24 عامًا من أحدى دول شمال إفريقيا كنت أعيش في أسرة مفككة فالأب طلق والدتي وأنا صغيرة وعشت معه في بيته مع زوجته الجديدة التي أنجب منها 4 إخوة لي، بينما تزوجت أمي أيضًا وأنجبت 3 إخوة من زوجها الآخر وتقريبا بعد عام من الزواج لم تعد تسأل عني إلا كل فترة.
هذه المعلومات أذكرها لأنها كانت مقدمة الضياع والبحث عن السراب فقد أدمنت متابعة الموسيقى والدراما الكورية وتعلمت لغتهم وأصبحت كوريا الجنوبية عالمي الخاص الذي أهرب به من المجتمع للأسف الشديد.
لا أريد أن أحكي لكم تفاصيل هذه التجربة فقد استمعت لعشرات القصص في قناتكم حول ظاهرة متابعة الفرق الكورية خصوصًا بي تي إس وهي بوابة خطيرة للوقوع في المصيدة التي وقعت فيها وكان التفكك الأسري أو الإهمال مقدمة لها.
أبدأ مباشرة منذ أن بدأت في البحث عن الأحلام المزيفة وما ظننت أنها بداية رحلتي إلى السعادة. حيث تعرفت على رجل كوري عبر مواقع التواصل ولا أريد ذكر التطبيقات فكل فتاة تتابع هذه الفرق تعرفها للأسف.
الرجل كان يبدو عبر الإنترنت صغيرا في السن بسبب الفلاتر لكن ملامحه تختلف تمامًا عن الرجال الذين نشاهدهم عبر الشاشات، ومع ذلك لم أركز كثيرًا في الأمر فهدفي كان واضحًا الخروج من هنا إلى عالم الأحلام بأي ثمن وبأي طريقة حتى مع فارق السن لم أركز في الموضوع مطلقًا.
وبصراحة الرجل كان لطيفًا في البداية ويبدو أن لديه خبرة وتجارب سابقة (ضحايا) ولذلك مباشرة أخبرني دون طلب مني أنه على استعداد للدخول في الإسلام وأنه يريد القدوم إلى بلدي وإتمام الإجراءات والانتقال للعيش معه في كوريا الجنوبية ووعدني بأشياء كثيرة وحياة أفضل، وبالطبع وافقت مباشرة بدون سؤال عن عائلته ولا تفاصيل حياته وكنت في غاية السعادة بل تمنيت لو جاء فورًا في نفس اليوم!
نعم سامحوني على هذا الطيش فالإنسان عندما يعيش في الأوهام لا يشعر بنفسه للأسف الشديد وأنا كنت بعيدة تمامًا عن الدين فقط أعرف أني مسلمة ولكن لا أرتدي الحجاب وأقطع في الصلاة ولا أعرف الإسلام جيدًا.
المهم كان يظهر في البداية عبر الإنترنت وكأنه مثالا للرجولة والأخلاق والرومانسية، وبالفعل جاء إلى بلدي وتزوجنا وحتى العرس وهذه الأمور تنازلت عنها رغم صدمتي عند رؤيته فهو على الطبيعة يختلف تمامًا عن الإنترنت بالفلاتر والإضاءة، لكن تقبلت ذلك وقلت كل هذا لا يهم، لأن حلمي كان الحياة في كوريا الجنوبية أرض الأحلام والجنة الموعودة، كان حلمي الوصول إليها ورؤية شوارعها المتطورة النظيفة مع زوجي، ولكن ما إن وصلت إلى كوريا حتى بدأت الكوابيس الحقيقية واختلف الأمر تمامًا.
منذ اللحظة التي وطأت قدمي هذه الأرض الكورية لم أشعر بالسعادة ولو دقيقة واحدة وتعرضت للاكتئاب والصدمات النفسية فأول صدمة واجهتها هي الصدمة الثقافية والدينية، والناس في الشوارع تختلف عن الإعلام، واللطافة والتعامل المحترم الذي كنت أشاهده في المسلسلات غير موجود على أرض الواقع حتى أسرة زوجي التي قابلتها مرة واحدة بعد وصولي مباشرة تعاملوا معي بطريقة لم أتوقعها، وأثناء سلامي عليهم كانوا لا يخفون الاحتقار الذي يبدو على وجوههم بشكل واضح من نظرات وحركات للفم!
وكانت صدمتي أن زوجي لا يغار ولا يبالي بما يحدث من نظرات الرجال، وظهر لي من البداية أنه لا يحترم المرأة وقيمها ودينها كما وعدني، والأسوأ من ذلك، كان يحاول دائمًا إبعادي عن ديني ويسخر مني.
أما عن الخمور والخنزير فكانت صدمتي الأخرى فالخمور في كل مكان، في البيوت والمقاهي والمطاعم في كل وجبة وأكل الخنزير كان مصيبة أخرى حيث فوجئت بزوجي يأكل الخنزير ويشرب الخمر أمامي ويقول لي بمنتهى الوقاحة: أعلم أنها حرام في دينكم لكنهم أخبروني أنها مجرد معصية!
كانت صدمتي كبيرة ولا أستطيع أن أعبر عن شعوري بالانهيار عندما كنت أشم رائحة الخمور أو الطعام وكنت أحيانا أصاب بالإغماء من القرف فمجرد تصور أني أجلس في مكان فيه الخمور والخنزير كارثة كبرى ومع وقع الصدمة وهول الأمر وجدت نفسي أتعايش مع الوضع!
هذه التفاصيل لن تخبركم عنها تلك المرأة في تيك توك ويوتيوب ولن تخبركم عن العنصرية والضحكات الصفراء، وعطلة نهاية الأسبوع المقرفة حيث شرب الخمور بشراهة والبول في كل مكان والسكارى الذين يسيرون في الشوارع والتحرش الجنسي في المواصلات والغش والخداع والفساد!
كان متنفسي الوحيد في الفترة الأولى من وصولي إلى كوريا عندما يسمح لي زوجي بالنزول لوحدي إلى الشوارع للتجول ورؤية محلات الماركات الفاخرة والمولات وطبعًا لن أشتري منها شيئًا فقط أشاهد الأضواء المبهرة والأبراج الفاخرة التي يستمتع بها الأغنياء فقط وهؤلاء عادة لا يتزوجون من خارج كوريا.
الصدمة الأكبر بعد مروري بمعاناة الشهر الأول الذي لا حياة فيه ولا عسل، اكتشفت أو ربما بدأت أستيقظ من الأوهام وأدركت أن زوجي الذي ادعى الإسلام كان في الحقيقة ملحدًا ويمثل، وأنه اعتنق الإسلام ظاهريا فقط لكسب ثقتي وتحقيق أهدافه الدنيئة فهو لا يصلي ولا يمارس الإسلام، وحتى كلمة السلام عليكم وسبحان الله والله أكبر ينفر منها ويسخر مني إذا تحدثت معه عن الدين، وعندما طلبت منه الصلاة رفض ذلك وقال ليس الآن وأظهر أشياء لم أتوقعها مطلقًا وكان يطلب مني بعض الأمور التي لا تروى نظرًا لحساسيتها.
بالمناسبة عش الزوجية ومنزل الأحلام كان أستوديو صغير عبارة عن غرفة وحمام ولكن لأنني أتيت من واقع مؤسف وكنت أحلم بالخروج من بيت الأسرة بأي طريقة تقبلت الوضع، لكن لم أتوقع أن يكون الوضع بهذا السوء فالمنطقة التي نسكن فيها مخيفة وبعيدة عن تلك الأبراج الجميلة التي أحلم بها، ولكن تقبلت كل هذا على أمل أن الأمور سوف تتحسن فأنا لا أصدق أن الحلم الذي سعيت من أجله سوف يتبدد بهذه السرعة، ولا أريد أن أصدق إلى الآن أنني ضحية خديعة كبيرة لطالما رفضت تصديقها، فهناك بعض الفتيات حذروني من الزواج وكنت أشاهد بعض المقاطع القليلة التي تحذر البنات، ولكن كنت أقول هذه حالات فردية لا شأن لي بها وربما هؤلاء فشلوا ويريدون تعميم الأمر على جميع الكوريين فهناك فتيات في منتهى السعادة نراهم في تيك توك ويوتيوب ثم لماذا تنصحنا بعدم الزواج والسفر بينما هي تعيش هناك وتجلس في غرفة مرتبة ونظيفة!
المهم منذ وصلت وأنا أمر بالصدمة تلو الأخرى حتى جاءت صدمة أخرى وهي عندما طلب مني زوجي العمل من أجل جلب المال والمشاركة في دفع تكاليف الإيجار والطعام والفواتير ومصاريف المنزل!
قلت له لا أريد العمل وأفضل البقاء في المنزل وأتذكر أنك وعدتني بذلك، ولكنه قال يجب أن تعملي حتى نستطيع الانتقال إلى بيت آخر أكبر وأفضل من هذا ونبدأ في حياة أفضل.
هنا قلت لا بأس وبالفعل نزلت إلى سوق العمل، ولأول مرة أعرف معنى العمل فأنا عملت في بلدي ولم أشعر بهذه المشقة من قبل وكنت أعمل في مصنع أشبه بالأماكن المشبوهة يصنع منتجات التغليف البلاستيك.
الناس هناك يعملون مثل الآلات، لا رحمة ولا راحة ولا إنسانية وأوقات الراحة قليلة، وبطبيعة الحال لم أصمد في هذا العمل لأيام قليلة وتوقفت فأنا أقف لساعات طويلة ولم أتعود على مثل هذا الأمر، وعندما رفضت الخروج للعمل بدأت معاملة الزوج تتغير وقال لي جلوسك في المنزل غير مقبول على الإطلاق وبدأ في إهانتي وسوء معاملتي، ولكن تحملت هذه الإهانات وتمسكت بالبقاء في المنزل وهذا جعل المعاملة بيننا سيئة للغاية فالرجل أصبح ينظر إلي كأنني عدوة له وتحولت حياتنا إلى جحيم.
ما أقوله وأكتبه لا يعبر عن حجم المأساة الحقيقية التي عشتها فالوضع على أرض الواقع أبشع بكثير مما تتصورون وأنا بمجرد وصولي كأنما فقدت الشعور بالإنسانية ودخلت مرحلة الصدمة والتأقلم مع الأوضاع وأصبت بالاكتئاب الشديد وكنت لا أظهر ذلك لأحد وكنت أجلس وأفكر وأقول في نفسي: ما هذا المأزق الذي وقعت فيه وهل أنا في كابوس أم حقيقة؟ وكنت أتمنى لو كنت نائمة وأعيش كابوسا مؤسفًا أستيقظ منه وأعود إلى حياتي التي كنت أكرهها فهي أرحم بكثير من هذا الكابوس المخيف.
حاول زوجي مجددًا استغلالي بأن عرض عليَّ بعض الأشياء كالخروج على بعض التطبيقات لربح المال ولكن رفضت بشكل قاطع وكان ذلك سببًا آخر إلى تحول حياتي إلى جحيم أكبر وهنا تقريبًا توقفت الحياة بيننا فالرجل على استعداد لأي شيء للحصول على المال حتى لو كان على حساب كرامتي وشرفي.
وهنا أيقنت استحالة البقاء في هذا المستنقع وبدأت في البحث عن طريقة للخروج من هذه الكارثة، وكنت قد تعرفت على بعض النساء العربيات من المجموعات الخاصة بالجاليات العربية في كوريا، ولكن أنبه أن بعض النساء في هذه المجموعات أسوأ من الكوريين ويبحثن عن فتيات عربيات للعمل في الدعارة والأعمال القذرة، ولكن بفضل الله وجدت صديقات طيبات وهن ضحايا مثلي، وفوجئت بأن المشكلة عامة وأن هذه الأمر متكرر وليست حالة فردية بل الزواج الناجح هو الحالة الفردية، ولذلك نصحتني فتاة مطلقة ولديها أطفال بأن أهرب بسرعة قبل فوات الأوان وقبل أن أتورط في أطفال أو أتقبل الوضع الحالي وأصبح أسيرة بسبب أطفالي الذين لا يمكنني إخراجهم بسهولة.
في هذا الوقت تواصلت مع والدي وبدأت أحكي له بعض الأمور لكن للأسف الشديد لم يستمع إليَّ وقال لي كلمة واحدة (دبري راسك) بمعنى لا مكان لك هنا وصرفي أمورك عندك فهذا قرارك وعليك أن تتحمليه، وكانت هذه صدمة أخرى تضاف إلى صدماتي ولكن أنا أعذره في ذلك فكنت أنا من يضغط ويلح عليه للموافقة على الزواج برجل كوري لا نعرف أصله ولا أسرته وبدون عرس ولا مهر فقط خاتم ذهبي رخيص وبعض الملابس الرخيصة الرديئة!
ذهبت في اليوم التالي إلى إلى مسجد … المركزي وسألتهم عن حل لمشكلتي، وبالفعل قابلت الإمام وفي البداية كان يقول استعيني بأسرتك على حل مشكلتك لكنه عندما شعر بأني تائهة ضائعة أخبرني بالحقيقة التي كنت أغفل عنها لضعفي في الدين بأن هذا الزواج باطل وأنه لا يحل لي البقاء مع هذا الزوج وأنه يستقبل يوميًا من كل الجنسيات.
عدت إلى المنزل متعبة جدًا وحائرة ولكن بدأت في الامتناع عن معاشرة الزوج وطلبت منه الطلاق ومساعدتي في العودة إلى بلدي وأن يدفع فقط مصاريف السفر، وفوجئت بأنه انقلب 180 درجة وبدأ يضربني ويهددني ويعيرني وأظهر الوجه الأسوأ الذي لم أتوقعه فهو أيضًا يعلم ظروفي العائلية وكنت قد أخبرته أنني أريد الخروج هنا بأي طريقة وأريد الحرية.
ويبدو أنه أراد استغلال هذه الورقة لإجباري على البقاء معه فهو على الرغم من سوء المعاملة والحياة المملة يريد امرأة تكون خادمة له ودمية جنسية مقابل البقاء معه في هذا المكان الضيق بلا روح ولا حياة.
حياة كئيبة ومملة وأشبه بالعبودية لا طعم لها ولا لون ولا سعادة ولا تفاهم!
وهنا بدأت أدرك تمامًا أنني وقعت في حفرة عميقة، وأدركت أن ما كنت أظنه قصة حب رائعة كان مجرد كابوس، وأن الدراما الكورية التي خدعتني لا تعكس الواقع الذي عشته!
بدأت رحلة الهروب والتخلص من هذا الزوج وعندما ذهبت لطلب الطلاق رسميًا، واجهت مشاكل قانونية كبيرة، ووجدت نفسي محاصرة في بلد غريب بعيدا عن وطني، غير قادرة على العودة بسهولة وأن الأمر ليس بتلك البساطة التي صورتها بعض القنوات في يوتيوب وتيك توك. قررت عدم العودة إلى المنزل وتواصلت مع امرأة مصرية تعرفت عليها وهي مطلقة من رجل كوري وتعيش في كوريا منذ فترة ومعها الجنسية، وبمجرد الوصول إلى منزلها شعرت ببعض الراحة، وكانت أول ليلة لي معها بداية الاستيقاظ من الحلم وإدراك الحقيقة فقضينا الليل كله وهي تحكي لي عن ضحايا مثلي قابلتهم، وأنا في صدمة وذهول ووعدتني بالمساعدة في الخروج من هذا المأزق وتحدثت مع زوجي الكوري وهددته وفي النهاية تم الطلاق بالتراضي والحمد لله.
بصراحة كنت أستغرب من تحذير بعض الفتيات من الزواج المختلط خصوصا بشعوب شرق آسيا وأقول لماذا يحرمون علينا الانفتاح على المجتمعات ويريدون منا الانغلاق وعدم التعرف على الشعوب الأخرى؟!
لكن عندما جربت بنفسي شعرت بالندم والحسرة والخيبة لأنني رفضت النصائح واتبعت الهوى.
القصة لا تنتهي هنا. فبعد إنهاء الزواج حاولت أن أحصل منه على أموال للعودة إلى بلدي ولكنه رفض وقال لي أحتاج إلى المال لجلب امرأة أخرى غيرك، وهذا يعني أنه يبحث عن ضحية جديدة ليكرر معها نفس السيناريو وقال لي بشكل مباشر: سوف أحضر امرأة أخرى بسهولة ولا حقوق لك عندي وحتى مجرد تذاكر السفر رفض أن يدفعها للأسف.
تذكرت هنا بعض الأوهام التي روجتها القنوات حول حقوق المرأة واقتسام الزوجة ثروة الزوج عند الطلاق والحقوق الكثيرة التي تحصل عليها المرأة هناك وهذا كله سراب وكذب ومجرد أوهام وحبر على ورق لخداع الفتيات، وأما واقعيًا فالزوج بالفعل لا يملك سوى أستوديو بالإيجار ولا رصيد لديه في البنك بل عليه ديون وربما لو كنت أملك المال لطلب هو أن أدفع له بعد الطلاق!
على كل حال انتهت القصة ورغم محاولات بعض النساء نصحي بالبقاء وبدء حياة جديدة والعمل والاستقلال الموهوم، فضلت العودة إلى بلدي فالعمل في هذه البلاد لا يناسب طبيعتي كامرأة ضعيفة والحصول على المال إما بالعمل الشاق أو ببيع الجسد والعمل في الأعمال القذرة والمحرمات، وبالفعل ساعدتني السيدة المصرية وشجعتني على قراري جزاها الله خيرا.
عدت إلى بلدي بعد معاناة طويلة وبمجرد وصولي إلى المطار كنت أتمنى أن أقبل تراب بلدي وتنفست الصعداء ولا أستطيع وصف شعوري عندما شممت الهواء النظيف في بلدي فالأجواء في كوريا ملوثة وفيها روائح غريبة سببت لي الأمراض، وبعد أن قابلت والدي انهرت بالبكاء ورميت نفسي على صدره وبكيت بمرارة، وهو بدوره تفهم أمري وقال سامحيني لم أكن أعلم أن الوضع بهذه الخطورة وأنا أيضًا طلبت منه مسامحتي على طيشي وبفضل الله خرجت من حالة الاكتئاب وحمدت الله على نعمة الإسلام وعلى نعمة مجتمعاتنا العربية على ما فيها من مشكلات فهي أفضل بكثير من هذا المستنقع.
لهذا قررت أن أكتب لكم قصتي هذه حتى تكون تحذيرًا لكل فتاة تفكر في الزواج من شاب كوري بناءً على ما تراه في الدراما.
خلاصة الكلام: الحياة في كوريا ليست كما تصورها الأعمال التلفزيونية؛ المجتمع هناك يختلف تمامًا، وقيمهم وتقاليدهم لا تتناسب مع الإسلام. الفتيات اللواتي يقعن في فخ هذه الزيجات عادة ما يكتشفن الحقيقة المؤلمة بعد فوات الأوان كما حصل معي.
ومن خلال قناتكم أدعو كل فتاة للتكفير عن ذنوبها التحذير من الخداع المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعرض بعض الكوريين أنفسهم كمثاليين فقط للوصول إلى أهدافهم وبسبب قلة التحذير تقع الفتيات في شباكهم بسهولة.
رغم هذه القصة المؤلمة التي عشتها بكل تفاصيلها، فإن الله لم يتركني وحيدة وسط تلك الظلمات وعوضني خيرًا. بعد أن عدت إلى وطني، أعادني الله إلى طريقي الصحيح وارتديت الحجاب وأقبلت على الدين، وتزوجت من شاب بسيط في حياته ولكن عظيم في قلبه وإيمانه. الحياة معه هادئة ومتواضعة، ليست فيها تلك الرفاهيات الكاذبة التي كنت أحلم بها من قبل، لكنها مليئة بالسكينة والطمأنينة.
أعيش معه الآن حياة تشعرني بالأمان والراحة، فأنا لا أخاف منه كما كنت أخاف من ذلك الرجل الكوري الذي جعل حياتي جحيمًا لا يُطاق وكنت أشعر بالرعب عند وصوله إلى المنزل.
الرجل المسلم الأصيل لا مثيل له، إنه نعمة ورحمة من الله.
أدركت الآن أن سعيي وراء السراب الكوري كان كالجري وراء جحيم مستتر.
اليوم، أشعر بأنني ولدت من جديد، وأدركت أن السعادة الحقيقية ليست في الشكليات والوعود الفارغة، بل في الارتباط بمن يخاف الله ويكرمك ويصونك.